ثقافة وفنون

حنان مطاوع من “سره الباتع” إلى “وعود سخية”.. من التكرار الآمن إلى التمرد المفاجئ

خلال العقود الماضية، اعتاد الجمهور ظهور أبناء الفنانين في الفن والدراما والأفلام، وبات من الضروري إجراء مقارنات بين النجوم الكبار وأبنائهم، والتي لا تكون في صالح النجوم الجدد في معظم الحالات.

لكن تبقى هناك استثناءات ومن أهمها الممثلة المصرية حنان مطاوع، التي تنتمي لأسرة فنية عريقة لها إسهامات أكاديمية ومسرحية ودرامية، فهي ابنة كرم مطاوع، المخرج المسرحي والممثل والأستاذ بمعهد التمثيل، والفنانة القديرة سهير المرشدي.

أثبتت حنان جدارتها على مدار مشوارها الفني بداية من دور “عائشة” في فيلم “أُوعى وِشك” مع أحمد رزق وأحمد عيد ومنة شلبي، وتوالت بعد ذلك أعمالها الفنية المتنوعة بين السينما والتلفزيون.

وأهم ما ميز حنان مطاوع هو حضورها الهادئ وأدائها غير المفتعل، واختيارها للأدوار القريبة من روح الأسرة المصرية والعربية وابتعادها عن الأدوار المثيرة للجدل، وظلت في تلك المنطقة الآمنة في أغلب أدوارها من دون مغامرات فنية تذكر.

صافية وسخية

ظهرت حنان مطاوع في سباق الدراما الرمضاني هذا العام بشخصيتين متناقضتين تماما، الشخصية الأولى هي “صافية” في مسلسل “سره الباتع” في الإخراج التلفزيوني الأول للمخرج خالد يوسف.

تلعب مطاوع دور فلاحة مصرية بسيطة هادئة تناضل ضد الاحتلال الفرنسي وتعيش حالة حب رومانسية مع حبيبها “حامد” الذي قام بدوره أحمد السعدني.

أما الشخصية الثانية فهي”سخية” في مسلسل “وعود سخية” من إخراج أحمد حسن. في الجزء الأول من المسلسل قدمت حنان الدور الذي اعتاده منها الجمهور في أغلب الأوقات، وهو دور فتاة فقيرة عانت كثيرا من الظلم والقهر وعندما تحولت دراميا إلى شخصية قوية عادت لتنتقم.

استقبل الجمهور حنان مطاوع بحفاوة في العملين في بداية الأمر لأسباب تتعلق بحب الجمهور لها في الأساس، وبعد عدة حلقات من مسلسل “سره الباتع”، هجر الجمهور العمل وأبطاله، بينما استمر الجمهور إلى حد ما في متابعة قصة “سخية” أملا في إنصافها بعد تعرضها للظلم، حيث يفضل قطاع كبير من الجمهور تلك الثيمة الدرامية التي تفصلهم عن الواقع وتشعرهم بالتمكين الشخصي.

يقول عالم الاجتماع إريك فروم، إن “الانتقام غالبا ما يكون قاسيا كما يسمح لنا بالتخلي عن المشاعر التي قد نخفيها عن أنفسنا مثل الازدراء والحقد والوقاحة”. وربما لهذا السبب استمر الجمهور في متابعة حكاية سخية التي تحولت إلى شخصية مثيرة للجدل بعد التحول الدرامي الذي طرأ عليها.

أداء هادئ وتحول درامي مبالغ فيه

على مدى تاريخ حنان مطاوع الفني اعتادت الجماهير منها الأداء الهادئ دون مبالغة في الانفعالات أو طريقة التعبير وشكل الشخصية، حيث حافظت دائما على معايير الدراما التلفزيونية المحافظة، وابتعدت عن الشكل أو الملابس أو التمثيل المفتعل واتجهت إلى ما يطلق عليه “الفن الأخلاقي”. ورغم وجود معارضين لهذا الاتجاه الفني فإن حنان حافظت على اختيارها ورسخت وجودها كفنانة لها طريقها الخاص ومشروعها الفني في وسط تيارات مضادة قائمة على الافتعال.

يبدو أن حنان مطاوع قررت هذا العام في مسلسل وعود سخية أن تخوض مغامرة فنية جديدة، لتقدم وجها جديدا لها كفنانة في الجزء الثاني من مسلسل “وعود سخية” بعد أن تحولت إلى “المعلمة سخية”، وبدأت في الانتقام وحدث لها تحول كبير في الشكل والأداء وطريقة الكلام، ومن هنا بدأ الجدل حول تمثيلها وأدائها في المسلسل وطُرحت المقارنة بين أداء حنان مطاوع المعتاد وبين أدائها بعد تحول شخصية سخية.

انقسم الجمهور إلى قسمين أحدهما أحب ذلك التحول واعتبره نجاحا جديدا لحنان مطاوع وقدرة على تجسيد أنواع مختلفة من الشخصيات خاصة أنها لم تقدم من قبل تلك الشخصية التي تحمل مسحة إثارة وشعبية وروح انتقامية، أما القسم الثاني من الجمهور فلم يتفاعل مع التحول الذي حدث لشخصية سخية واعتبره سقطة في تاريخ حنان مطاوع، خاصة أن أداءها كان قائما على المبالغة في ردود الأفعال وحركات الجسم والمبالغة في الأداء الصوتي، واتهمها البعض بتقليد والدتها الفنانة سهير المرشدي في دور “سماسم” بمسلسل ليالي الحلمية.

انتهى المسلسل لكنه سيبقى نقطة تحول في تاريخ حنان مطاوع الفني ويمكن أن يكون بداية الخروج من منطقتها الآمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى