استراتيجيات شاملة لدعم فئة كبار السن في مملكة البحرين
المنامة في 30 سبتمبر/ بنا / أكدت السيدة زينب سلمان العويناتي، الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بوزارة التنمية الاجتماعية وعضو اللجنة الوطنية للمسنين، اهتمام مملكة البحرين برعاية ودعم فئة كبار السن، إذ تتبنى المملكة استراتيجيات شاملة، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية لكبار السن، التي تشمل جميع المجالات المتعلقة بتعزيز جودة حياة كبار السن، بما في ذلك السياسات الاجتماعية والصحية والمجالات الداعمة الأخرى، الأمر الذي عزز من مكانة المملكة كإحدى الدول المتقدمة عربياً وإقليمياً ودولياً في رؤيتها الاستراتيجية للخدمات الرعائية والتنموية المقدمة لهذه الفئة.
وأشارت الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء البحرين “بنا” بمناسبة اليوم الدولي للمسنين الذي يوافق الأول من أكتوبر، إلى أن المملكة تقدم حزمة من الخدمات المتكاملة والداعمة لفئة كبار السن، من بينها علاوة الغلاء والضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى توفير خدمات الأجهزة التعويضية لدعم احتياجاتهم اليومية، مثل الكراسي المتحركة والأسرة الطبية، فضلاً عن تقديم الاستشارات الأسرية والاجتماعية لهم ولأسرهم.
وتابعت أن الوزارة تعمل في إطار التكامل بين الجهات الحكومية على توسيع الخدمات المقدمة لهذه الفئة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص لتوفير المزيد من التسهيلات الاستثنائية لهم، لافتة إلى خدمة المؤسسات الإيوائية، إذ تقدم الوزارة رعاية شاملة لكبار السن المقيمين في مركز المحرق للرعاية الاجتماعية، وتشمل الرعاية المعيشية والاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية حسب احتياجات كل فرد، بالإضافة إلى خدمة المؤسسات النهارية، التي تهتم باحتضان المسنين خلال فترة النهار، لتقديم فعاليات وخدمات تثقيفية وتأهيلية لتحسين جودة حياتهم، حيث تدير هذه الدور مؤسسات المجتمع المدني في إطار الشراكة المجتمعية الفاعلة.
وأوضحت أن المؤسسات الإيوائية تقوم بمتابعة كبار السن وتسجيل التغيرات الاجتماعية والنفسية، وتعزيز التواصل مع الأسرة والمجتمع الخارجي، ووضع برنامج يومي لتقديم الخدمات المعيشية والنشاطات الاجتماعية والترفيهية، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية، وإجراء الفحوصات الطبية والاختبارات اللازمة، وتقديم العلاج والرعاية التمريضية حسب الحالة، وخدمات العلاج الطبيعي التي تبدأ بتقييم الحالة الصحية وتقديم تمارين علاجية جماعية وفردية، ودعم غير القادرين منهم على الحركة من خلال تمارين تحريك الأطراف، وتقديم برنامج العلاج بالعمل الذي يتيح الفرصة لهم لممارسة الأعمال اليدوية والهوايات، وتأهيلهم لأداء بعض الأعمال البسيطة لتنشيط مهاراتهم الحركية، إلى جانب خدمات التغذية والبرامج الثقافية والترفيهية.
وبينت أن المؤسسات النهارية لرعاية الوالدين، والمرخصة من وزارة التنمية الاجتماعية، تقدم مشاريع متميزة تهدف إلى تشغيل مبانٍ أو وحدات سكنية صغيرة وسط الأحياء السكنية لتوفير الرعاية النهارية لكبار السن. وحتى عام 2024، بلغ عدد هذه المؤسسات 13 مؤسسة موزعة في جميع محافظات مملكة البحرين، وتدار من قبل منظمات المجتمع المدني، وذلك لزيادة تفعيل دورها المجتمعي تجاه هذه الفئة. وتسعى هذه المؤسسات إلى دعم توفير الرعاية الشاملة وتطوير برامج التأهيل المناسبة لهم، وتعزيز إدماجهم في المجتمع، بما في ذلك الفعاليات الوطنية والدينية، إلى جانب البرامج والخدمات المقدمة مثل برنامج الرعاية الاجتماعية الذي يشتمل على باقة من الخدمات، منها تسجيل جميع التغيرات التي تطرأ على أوضاعهم لتحقيق أفضل تكيف مع أسرهم، وتدريبهم على المهارات الحياتية، واستمرار الصلة بالمجتمع من خلال تنظيم الزيارات والجولات الخارجية، وتقديم الخدمات المعيشية والاجتماعية والرعاية المساندة وبرامج الإرشاد الأسري، إلى جانب خدمات وبرامج الرعاية النفسية والسلوكية.
وأكدت العويناتي على دور التشريعات والسياسات في تطوير العمل الاجتماعي، حيث تم تطوير قوانين ترفع من مستوى حماية حقوقهم وتضمن حصولهم على أفضل خدمات الرعاية اللازمة، كما تم تحديث الاستراتيجية الوطنية لكبار السن وخطتها التنفيذية، وتطوير اللوائح الداخلية للمؤسسات الإيوائية، فضلاً عن الاهتمام بالتكنولوجيا والتطبيقات، حيث تم تقديم المحاضرات والندوات عن بُعد، وتنفيذ تطبيقات مختلفة لتسهيل تقديم الخدمات عبر المنصات الحكومية، ودعم مشاريع الطلبة المتعلقة برفع جودة حياتهم.
وأضافت قائلة: “ثمة جهود تُبذل لإعداد الدراسات المسحية المتعلقة بكبار السن، حيث تُجري الوزارة دراسات بحثية بالتعاون مع الجهات الأكاديمية، بهدف التباحث في سبل مواصلة تلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم، إضافة إلى تقديم برامج جودة الحياة التي تسعى إلى تحسين مستوى جودة الحياة، لافتةً إلى خدمة الاستفادة من خبرات وقدرات المسنين المتقاعدين، التي تهدف إلى الاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم في مختلف المجالات، من خلال عدة برامج وفعاليات.”
وأوضحت العويناتي أن كبار السن هم نبراس العطاء الذي لا ينضب، والرمز الحقيقي للمثابرة، مؤكدةً حرص الوزارة على تعزيز إشراكهم في المجتمع، والاستفادة من خبراتهم، وتعميق الروابط الأسرية والمجتمعية لضمان مواصلة دمجهم في الحياة اليومية، تقديرًا لدورهم الكبير في نقل الخبرات والقيم للأجيال القادمة، ومنوهةً بأن هذا الاهتمام يعزز مفهوم التكافل الاجتماعي، ويعكس رؤية مملكة البحرين نحو تحقيق مجتمع متماسك وشامل للجميع.
من سماح علام
ع.إ , M.B