متحف المستقبل يعزز الحراك التكنولوجي لتطوير علوم الفضاء

شهدنا مؤخراً إنجازاً تاريخياً جديداً حققته دولة الإمارات في عالم الفضاء تمثل في إطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر “المستكشف راشد”، لتسطر الدولة فصلاً جديداً في مسيرتها الريادية في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، وذلك بعد نجاحها في إطلاق مسبار الأمل أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، وبينما نحن هنا اليوم يواصل “المستكشف راشد” رحلته إلى القمر ليبدأ مهمته الاستكشافية في أواخر شهر أبريل الجاري بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين، حيث سيجري المستكشف اختبارات علمية عديدة على سطح القمر تسهم في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات يمتد أثرها إلى العديد من القطاعات الحيوية والصناعية.
إن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز المعرفة بقطاع الفضاء وتطوير إرث علمي في مجالات التكنولوجيا والابتكار ليس بالأمر الجديد عليها، فلطالما حرصت الدولة منذ أكثر من عقد من الزمان على تأسيس جهات وإطلاق برامج ومبادرات تعليمية وبحثية مختصة في مجالات دعم البحث العلمي وتطوير علوم الفضاء، لتحتل اليوم مكانة تنافسية مميزة في هذا المجال.
وبالتزامن مع احتفال العالم بمناسبة اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء، تواصل دولة الإمارات جهودها الاستثنائية في تطوير التكنولوجيا وتعزيز فرص الابتكار والتقدم العلمي في مختلف المجالات لاسيما التي تعنى بالفضاء الخارجي لضمان تحقيق مستقبل أفضل يعانق الفضاء.
وكون متحف المستقبل يشكل منصة لدراسة واستشراف المستقبل وتصميم أفكاره وخلق نقاشات علمية معمقة حول اتجاهاته في جميع القطاعات العلمية، والاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية، فإن الفضاء يمثل موضوعاً رئيسياً من المواضيع التي يركز عليها المتحف والذي يضم المحطة الفضائية المدارية – أمل والتي تحاكي محطة لإقامة البشر في الفضاء بحيث يكون الضيوف جزءاً من طاقم محطة الأمل، يتعرفون من خلالها على المستقبل المحتمل للحياة على متن محطة فضائية ضخمة عام 2071.
إن متحف المستقبل هو “مسبار أمل” جديد للعالم سيلهم العرب من خلال العديد من المشاريع المحلية القائمة على المعرفة ويدعم رؤية الإمارات لاستئناف مساهمة المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية، ومن خلال التقنيات المتطورة التي يوفرها يتيح المتحف الفرصة للزوار لخوض تجارب مميزة تحاكي عالم الفضاء، إذ يقدم المتحف لزواره تجربة فريدة وغامرة، في محطاته المختلفة والتي تعكس فكرة السفر إلى الفضاء ليعرّف الزوار بفرص تسهيل زيارة الفضاء في المستقبل القريب.
توفير مركزاً فكريًا عالميًا ومنصة لدراسة تحديات الحالية والمستقبلية مع الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة، بهدف إيجاد حلول نوعية ومبتكرة، يعد من أهم الرسائل الرئيسية التي يحرص المتحف على تحقيقها والتي ستعنى بلا شك في تطوير الخدمات الفضائية وتعريف الجمهور بهذا المجال من خلال خلق نقاشات علمية مع العقول الشابة والمؤسسات البحثية المختصة في قطاع الفضاء بهدف زيادة الإقبال على برنامج الإمارات لرواد الفضاء ورفع مستويات الوعي لدى الجميع بشأن أهمية المكانة التي حققتها دولة الإمارات في مجال الفضاء والذي يعد من المجالات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة.
نفخر في متحف المستقبل بدورنا الفاعل في دعم وتحفيز الحراك المعرفي والعلمي والتكنولوجي في المنطقة ونتطلع إلى توفير مستقبل مشرق للأجيال المقبلة لا يعرف المستحيل، فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، سقف طموحاتنا الجديد لأجيالنا المقبلة هو الفضاء وحدود تطلعاتنا هي السماء.
*بقلم ماجد المنصوري، نائب المدير التنفيذي، في “متحف المستقبل”