تكنولوجيا

تقدم واعد في تشخيص الإصابة بمرض باركنسون

أكدت دراسة نُشرت نتائجها الخميس أن تراكم بروتين “ألفا سينوكلين” في الدماغ مرتبط بالفعل بأشكال معينة من الإصابة بالباركنسون، ما قد يفتح الطريق أمام التشخيص المبكر لهذا المرض.

وخلصت الدراسة المنشورة في مجلة “لانست نيورولوجي” بإشراف طبيب الأعصاب الأميركي أندرو سيدروف، إلى أن وجود مستويات مرتفعة من هذا البروتين في السائل الدماغي الشوكي، “يساعد بدقة كبيرة (في تحديد) الأشكال النموذجية لمرض باركنسون”.

ويُعد باركنسون (الشلل الرعاشي) إلى جانب الزهايمر، من الأمراض الرئيسية التي تصيب الدماغ. لكن ما زال مجهولاً إلى حد كبير سبب هذه الإصابة الخبيثة التي تُفقد المريض تدريجاً قدرته على الحركة.

التخفيف من وقع الأعراض

ولكن هناك ما يمكن للمرضى عمله كي يطوروا آليات للتعايش مع المرض إلى حد ما ونسيانه ولو لفترة قصيرة، وهذا ما يفعله نادٍ للعب البينغ بونغ، أو كرة الطاولة، في العاصمة الألمانية برلين. هناك يلتقي المصابون بمرض باركنسون لممارسة هذه الرياضة.  ويطلق هذا النادي على نفسه اسم “بينغ بونغ باركنسون”.

وتقول لوسي كريبنر، هي إحدى السيدات المواظبات على لعب كرة الطاولة في ذلك النادي، إنها تنسى مرضها عندما تكون منهمكة في اللعب مع المشاركين الآخرين. ويقول القائمون على النادي إن ذلك له مفعول علاجي. كما أنه من المفيد للمرضى أن يتعرفوا على أشخاص آخرين وضعهم مشابه، كي يتبادلوا النصائح.

مع ذلك، ثبت ارتباط عوامل عدة بهذا المرض. وفي هذا الإطار، يُعرف منذ سنوات أن المرضى غالباً ما تكون لديهم في الدماغ بروتينة “ألفا سينوكلين”.

وأكدت هذه الدراسة الجديدة، وهي الأولى من نوعها التي أجريت على مئات المرضى، أن رصد وجود هذا البروتين بمستويات عالية، يمكن أن يعكس إلى حد كبير إصابة الشخص بالباركنسون.

مع ذلك، فإن النتائج غير متكافئة في الدقة. فالمرضى الذين يحملون طفرة جينية تُعرف باسم “ال ار ار كي 2″، مرتبطة بأشكال معينة من مرض باركنسون، لا توجد لديهم هذه التكتلات بصورة منهجية.

على أي حال، ما زلنا بعيدين عن إجراء اختبار “بيولوجي” لمرض باركنسون، والذي لا يتم تشخيصه حالياً إلا من خلال أعراضه الظاهرة.

على وجه الخصوص، سيكون من الضروري تحديد ما إذا كانت التقنية تعمل بشكل جيد مع اختبارات الدم، والتي يسهل إجراؤها بدرجة أكبر بكثير مقارنة مع تلك الخاصة بالسائل الدماغي الشوكي.

لكن هذه الدراسة “تضع أسس التشخيص البيولوجي لمرض باركنسون”، بحسب تعليق نشرته أيضاً مجلة “لانست نيورولوجي” ورد على لسان طبيبتي الأعصاب دانييلا بيرغ وكريستين كلاين، اللتين لم تشاركا في البحث.

واعتبرت الطبيبتان أن نتائج الدراسة تثبت أن بروتين ألفا سينوكلين “يغير المعادلة في التشخيص والبحث والتجارب السريرية لمرض باركنسون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى