من بينهم مشاهير وصحف عالمية.. نزوح جماعي عن منصة “إكس” لكن إلى أين يذهبون؟
البيانات محدودة عن قاعدة مستخدمي منصة “إكس”، لكن “يورونيوز” حصلت على وثائق تظهر تراجع عدد مستخدميها في دول الاتحاد الأوروبي بعد أن اشتراها الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك.
غادر مئات الآلاف من المستخدمين غير الراضين منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، كما أفيد، إثر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وذكرت تقديرات بأن 115 ألف حساب جمّد نشاطه على المنصة في الولايات المتحدة في اليوم التالي للانتخابات.
ورحل مشاهير وعلامات تجارية بارزة، مشيرين إلى مخاوف متزايدة بشأن انتشار المعلومات المضللة التي لا تخضع لتدقيق، إلى جانب انتشار نظريات المؤامرة وخطاب الكراهية.
وفوق ذلك كله، ما يعتبره هؤلاء دوراً لعبه ماسك في تسهيل عودة ترامبإلى السلطة.
“الغارديان” غادرت “إكس”
وكتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية قبل أيام: “إكس منصة مسمومة، ووظّف مالكها إيلون ماسك نفوذها لتشكيل خطاب سياسي”.
وأضافت الصحيفة أنها ستغادر المنصة ولن تنشر فيها أخباراً.
لكن يصعب تحديد الرقم الدقيق لعدد مستخدمي “إكس” المغادرين، خاصة أن المنصة لا تنشر بشكل منتظم بيانات المستخدمين العالمية بشكل منتظم.
ويلقي فريق التحقق في “يورونيوز” على ما نعرفه عن أرقام المستخدمين الذين غادروا “إكس”، والمنصات التي يتوجهون إليها.
كم هم عدد مستخدمي “إكس” وكم منهم غادر؟
إن التقديرات بشأن المستخدمين الشهريين لمنصة “إكس” على مستوى العالم متفاوتة للغاية، وأكثر هذه التقديرات سخاء والمستخدمة من قبل وكالات الأبحاث ووسائل الإعلام الاقتصادية البارزة تحدثت عن 611 مليون مستخدم في نيسان/أبريل.
لكن هذا الرقم انخفض بنسبة 6 % ليصل إلى 588 مليون مستخدم في أيلول/ سبتمبر.
في المقابل، يشكك الكثير من الخبراء بهذه الأرقام، ويقولون إن هناك اتجاهاً في انخفاض أعداد المستخدمين منذ أن استحوذ ماسك عليها في عام 2022، ويأتي هذا الأمر مدفوعاً برحيل الديمقراطيات الغربية.
منصة “إكس” ملزمة قانون بكشف أعداد مستخدميها في الاتحاد الأوروبي وفقاً لمتطلبات بروكسل وقانون الخدمة الرقمية الأوروبية.
وتظهر البيانات الأوروبية أن متوسط عدد مستخدمي المنصة في الاتحاد الأوروبي قد انخفض من 111.4 مليون مستخدم شهري في الأشهر الستة السابقة لكانون الثاني/ يناير 2024، إلى 106 مليون في الأشهر الستة التي سبقت تموز/ يوليو.
ورغم أنها لا تعكس أرقام المستخدمين في بقية أنحاء العالم، إلا أنها البيانات الرسمية الوحيدة التي تفصح عنها “إكس”، وهي تظهر اتجاهاً في انخفاض أعداد المستخدمين.
ويظهر تحليل أعده محللو صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن عدد مستخدمي منصة “إكس” في بريطانيا انخفض بمقدار الثلث وبمقدار الخمس في الولايات المتحدة في السنة التي سبقت أيلول/ سبتمبر 2024.
وتبين البيانات التي حصلت عليها “يورونيوز” أن عدد المستخدمين انخفض في 25 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، وكانت ألمانيا وفنلندا هما الاستثناء، حيث شهد البلَدان ارتفاعاً طفيفاً.
وتزامن الانخفاض في أعداد المستخدمين مع تراجع الآفاق المالية، إذ يقدر البعض أن الشركة قد خسرت 75% من قيمتها السوقية منذ أن استحوذ عليها ماسك.
إلى أين يهاجر المستحدمون؟
تُعد منصة “بلوسكاي”، المنصة التي طورها مؤسس منصة “تويتر”، جاك دورسي، وجهة شائعة للمهاجرين من منصة “إكس”.
وكشف رئيسها التنفيذي، جاي غرابر، في وقت سابق من هذا الأسبوع أن عدد مستخدميها قد وصل إلى 20 مليون مستخدم بعد أن بلغ متوسط عدد مستخدميها الجدد مليون مستخدم جديد يومياً على مدار خمسة أيام.
وتضاعفت أعداد مستخدميها أكثر من ثلاثة أضعاف منذ أواخر آب/ أغسطس.
كما يرحب تطبيق “ماستدون”، الذي طورته مؤسسة ألمانية غير ربحية، بالمستخدمين الراحلين عن “إكس”، وارتفعت تنزيلات تطبيقه بنسبة 47% على نظام “أي أو أس” الخاص بأجهزة أبل و17 % على الأجهزة التي تعمل بنظام “أندرويد”، هذا الشهر وفقاٍ لمبتكره، يوجين روكو.
لكن يظل تطبيق “ثريد”ز”، الذي تم طرحه العام الماضي، هو المنافس المباشر الذي يحظى بأكبر عدد من المستخدمين الناشطين، والذي يقدر بحوالي 275 مليون مستخدم.