دفعة جديدة من التسريبات: صراع واسع بين المسؤولين الروس وبكين تقرر إمداد موسكو بأسلحة فتاكة

كشفت وثائق جديدة من تسريبات وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن الصين وافقت على تقديم مساعدات قاتلة لروسيا، كما أظهرت ما قالت إنه صراع داخلي واسع بين المسؤولين الروس بسبب الحرب في أوكرانيا.
وركزت الوثائق المسربة -التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية وشملت 27 وثيقة- على الدور الروسي في أوكرانيا استنادا إلى معلومات جمعتها وكالات الاستخبارات الأميركية من خلال اعتراضات إلكترونية.
وقالت الصحيفة إن الوثائق الاستخبارية المسربة تظهر أن روسيا فشلت في تعطيل التدفق الهائل للأسلحة والمعدات الغربية إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، ولن تستطيع القدرات العسكرية الروسية المنهارة أن تكون قادرة على تغيير ذلك في أي وقت قريب، حسب الصحيفة.
وأضافت أنه خلال الأشهر الستة المقبلة من المرجح أن تؤدي التحديات الاقتصادية الروسية والقدرات المتدهورة إلى مزيد من إعاقة الجهود الروسية لمنع تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.
ووفقا لما جاء في الوثائق المسربة، فإن هناك “اقتتالا داخليا” واسعا بين المسؤولين الروس، حيث ذكرت أن جهاز الأمن الفدرالي الروسي اتهم وزارة الدفاع الروسية بالتعتيم على عدد الضحايا الروس في أوكرانيا.
وقالت “نيويورك تايمز” إنها عرضت الوثائق على عدد من المسؤولين الأميركيين الذين رفضوا التحقق منها بشكل مستقل.
قلق أميركي
وأمس الأربعاء، أقرت واشنطن بخطورة تسريبات وثائق البنتاغون واعتبرتها انتهاكا خطيرا للمعلومات، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن “تسريب الوثائق انتهاك لقدرتنا على حماية المعلومات، ولهذا نتعامل مع الأمر بجدية بالغة”.
كما اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” (CIA) وليام بيرنز أن التسريب الأخير لوثائق وزارة الدفاع أمر مؤسف للغاية، وأن على الأميركيين أن يتعلموا الدرس بشأن طريقة تشديد إجراءاتهم الأمنية على مثل هذه الوثائق.
وقال بيرنز إنه “تسريب مشؤوم يؤسف له شديد الأسف طال مستندات مصنفة سرية، وإن الحكومة الأميركية تتعامل معه بأكبر قدر من الجد، وشرعت وزارتا الدفاع والعدل بالتدقيق فيه، ولن أقول أكثر من هذا، والتحقيق أخذ مجراه”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تواصلت مع حلفائها وشركائها على مستويات عالية خلال الأيام الماضية بشأن الوثائق المسربة وطمأنتهم بالتزامها بحماية معلوماتها الاستخبارية.
ويحاول مسؤولون أميركيون معرفة من يقف وراء تسريب البيانات السرية، فيما تستعد القوات الأوكرانية لهجوم مضاد متوقع لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن يكون هناك أميركي وراء التسريب، لكنهم لا يستبعدون الجهات المؤيدة لروسيا.
وكانت “نيويورك تايمز” (New York Times) أعلنت أمس الأربعاء أنها حصلت على وثيقة استخباراتية سرية من بين وثائق البنتاغون المسربة تضم تفاصيل خطط وضعت للتعامل مع الطوارئ بعد عام من الحرب في أوكرانيا.
وتضم الوثيقة تحليلا أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية يحدد 4 سيناريوهات مفترضة، وكيف يمكن أن تؤثر على مسار الصراع بأوكرانيا في حال وقوعها.
وتشمل السيناريوهات الافتراضية مقتل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتغيير قيادة القوات المسلحة الروسية، وضربات أوكرانية على الكرملين.