مسرّب الوثائق السرية يمثل أمام محكمة في بوسطن وبايدن يأمر أجهزة الاستخبارات بـ”تأمين أفضل” للمستندات الحساسة

14/4/2023–|آخر تحديث: 14/4/202311:55 PM (مكة المكرمة)
مثُل المتهم بتسريب وثائق وزارة الدفاع (البنتاغون) جاك تيشيرا اليوم الجمعة أمام محكمة فدرالية في بوسطن لمواجهة اتهامات مرتبطة بالحصول على معلومات متعلقة بالأمن القومي ونشرها والاحتفاظ بوثائق سرية.
يأتي هذا في حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه أمر أجهزة الاستخبارات بـ”تأمين أفضل” للمستندات والمعلومات السرية بعد حادثة التسريب.
وقال بايدن -في بيان له- إنه “في الوقت الذي نواصل فيه تحديد مدى صدقية هذه الوثائق، أمرتُ الأجهزة العسكرية والاستخباراتية باتخاذ إجراءات لتأمين أفضل للمعلومات الحساسة والحد من توزيعها”.
وأضاف أن “فريقنا لشؤون الأمن القومي ينسق من كثب مع شركائنا وحلفائنا”، مشيدا بـ”السرعة” التي تحركت بها الأجهزة الأمنية والقضائية إثر تسريب الوثائق السرية.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” قد ألقى القبض على تيشيرا أمس، وقال عنه وزير العدل الأميركي إنه يعمل في خدمة الحرس الوطني، في حين ذكرت وسائل إعلام أميركية أنه اختصاصي في تقنية المعلومات.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الوثائق التي سربت حساسة وإن ما حدث جريمة متعمدة، رافضا مناقشة تفاصيل الوثائق المسربة بسبب حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي والحلفاء والشركاء، وفق تعبيره.
وأوضح أن لدى البنتاغون قواعد صارمة للحفاظ على الوثائق السرية وأن العمل متواصل مع الوكالات الفدرالية لمعرفة حجم الضرر الذي أحدثه التسريب.
وخلال مثوله أمام المحكمة لم يطلب من تيشيرا الإدلاء بأي أقوال، وتقرر توقيفه في انتظار جلسة الاستماع الثانية المقررة الأربعاء المقبل.
ووجهت إليه أثناء الجلسة القصيرة في بوسطن تهم من بينها “تخزين ونقل معلومات متعلقة بالدفاع الوطني من دون تصريح” و”سحب وتخزين وثائق أو مواد سرية من دون تصريح”، وتصل عقوبة التهمتين إلى السجن مدة 10 سنوات و5 سنوات على التوالي.
وهتف والده خلال الجلسة “نحن نحبك يا جاك”، ورد تيشيرا “أحبك أيضا يا أبي”.
وكشفت الوثائق التي سربها تيشيرا وجود مخاوف أميركية بشأن نقاط ضعف لدى الجيش الأوكراني، ولمحت إلى أن الولايات المتحدة تتجسس على دول حليفة لها، من بينها إسرائيل وكوريا الجنوبية.
وقال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند إن النيابة العامة ستطلب إنزال “عقوبات شديدة للغاية” بالمتهم.
وأضاف أن “الأشخاص الذين يوقّعون اتفاقات للاطلاع على وثائق سرية يقرون بمدى أهمية عدم إفشاء هذه الوثائق على الأمن القومي، وننوي بعث رسالة لإظهار مدى أهمية ذلك لأمننا القومي”.
ويشتبه في أن تيشيرا نشر الوثائق اعتبارا من مطلع مارس/آذار الماضي في مجموعة دردشة خاصة على منصة التواصل الاجتماعي “ديسكورد”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه كان مدير مجموعة الدردشة المسماة “ثاغ شايكر سانترل” وأنه نشر الوثائق تحت الاسم المستعار “أو جي”.
وشارك المتهم في البداية مع المجموعة مقاطع من الوثائق السرية، لكنه بدأ لاحقا في نشر صور للوثائق طالبا من بقية أعضاء المجموعة عدم مشاركتها، وفق صحيفة واشنطن بوست، لكن ظهرت بعض الوثائق على مواقع أخرى من بينها تويتر و”4 تشان” وتليغرام.