مُسرِّب الوثائق السرية يحاكم اليوم والبنتاغون يقيد وصول أفراد للمعلومات الحساسة

13/4/2023–|آخر تحديث: 14/4/202309:50 AM (مكة المكرمة)
قال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند إن مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) اعتقل أمس المتهم بتسريب وثائق البنتاغون جاك تيكسيرا دون أي تعقيدات وإن المعتقل سيحاكم اليوم الجمعة، في حين أكد البنتاغون أنه يعمل على تقييد وصول بعض الأفراد للمعلومات الحساسة واصفا التسريب بالجريمة المتعمدة.
وأضاف وزير العدل الأميركي أن التحقيقات مستمرة والمشتبه فيه سيمثل أمام محكمة فدرالية في ولاية ماساشوستس بشمال شرقي الولايات المتحدة، وأوضح الوزير غارلاند للصحافيين أن تيكسيرا (21 عاما) مطلوب “في ما يتصل بتحقيق في اتهام استخراج غير مصرح به لمعلومات سرية عن الدفاع الوطني، والاحتفاظ بها ونقلها”.
من جهته، قال “إف بي آي” إنه لا يمكنه تقديم مزيد من المعلومات حاليا بشأن اعتقال المشتبه فيه بتسريب الوثائق، وقد اعتقل عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي تيكسيرا من منزله في منطقة دايتون بولاية ماساتشوستس.
‼️Jack #Teixeira, membro dell’unità di intelligence della #Massachusetts Air National Guard, è stato arrestato dall’#FBI con l’accusa di aver fatto trapelare “documenti riservati” del #Pentagono…😶 pic.twitter.com/6kPjgbvPf6
— Barbara Catania (@Halexyt) April 13, 2023
أما وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فأكدت أنها لن تناقش تفاصيل الوثائق المسربة بسبب حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي والحلفاء والشركاء، على حد تعبيرها.
إجراءات البنتاغون
وقال متحدث باسم البنتاغون إنهم يعملون على تقييد وصول بعض الأفراد للمعلومات الحساسة، مضيفا أن لديهم قواعد صارمة للحفاظ على الوثائق السرية، ووصف ما حدث بأنه “جريمة متعمدة”.
كذلك قال المتحدث إن البنتاغون يواصل العمل مع الوكالات الفدرالية لمعرفة حجم الضرر الذي أحدثه تسريب الوثائق، مؤكدا أن وزارة الدفاع تتعامل بجدية مع التحقيق في قضية الوثائق المسربة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة تدرس “تداعيات” هذه التسريبات على “الأمن القومي”، وأضافت أن الحكومة الأميركية تريد من شبكات التواصل الاجتماعي “تجنب تسهيل” توزيع مواد سرية كهذه، مشددة على أن هذه الشبكات تتحمل “مسؤولية تجاه مستخدميها وتجاه الدولة”.
من ناحيتها، قالت قناة “إن بي سي” (NBC) نقلا عن مسؤولين أميركيين إن مسؤول غرفة الدردشة في منصة “ديسكورد” (Discord) جاك تيكسيرا هو المشتبه فيه بتسريب الوثائق السرية.
وأضافت، نقلا عن المصادر ذاتها، أن الأجهزة الأمنية كانت تتتبع حركة تيكسيرا وأن صدور مذكرة اعتقال بحقه بات حتميا.
بدورها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) عن مسؤول أميركي أن السلطات الفدرالية بدأت تفتيش منزل والدة جاك تيكسيرا المتهم بتسريب الوثائق ونفت اعتقال أي شخص.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن مسرب وثائق البنتاغون عضو في مخابرات الحرس الوطني الجوي في ماساشوستس.
دافع التسريب
أما صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) فقالت إن تيكسيرا توصل إلى معلومات حساسة من خلال عمله في قسم تكنولوجيا المعلومات بالمؤسسة العسكرية، ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها أن المسرب “لم يكن مدفوعا برغبة التبليغ عن أسرار حكومية، وإنما كان مستاء من تجاوزات الحكومة الأميركية”.
وذكرت تقارير إعلامية أن المسرب اختصاصي في تكنولوجيا المعلومات في مخابرات الحرس الوطني، وكان يعمل في قاعدة “فورت براغ” بولاية كارولينا الشمالية عندما شرع في تسريب البنتاغون.
وفي وقت سابق اليوم قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تحقيقا شاملا يجري في قضية الوثائق المسربة، بالتعاون بين أجهزة الاستخبارات ووزارة العدل.
وأضاف أنه ليس قلقا من التسريبات لكنه قلق من حدوثها، لافتا إلى أنه لا يرى خطرا داهما بسببها.
كما قال إنه ليس على علم إذا كان ما ورد في وثائق المخابرات التي سرّبت في الأيام الأخيرة على صلة بأمور تجري في الوقت الراهن.
حيثيات التسريب
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية كشفت أن الشخص الذي سرّب الوثائق مولع بالأسلحة النارية، وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وحصل على تلك الوثائق خلال عمله داخل القاعدة.
وقالت الصحيفة إن المعلومات عن المسرّب مصدرها زملاء له في مجموعة دردشة على الإنترنت.
وقالت الصحيفة، في تقرير حصري نشرته الأربعاء، إن الشخص نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة الفورية “ديسكورد” التي تستقطب المولعين بألعاب الفيديو، وتضم المجموعة نحو 20 رجلا وفتى يجمعهم “الحب المشترك للأسلحة والعتاد والإله” وقد انضم هؤلاء إلى مجموعة الدردشة التي أنشئت عام 2020.
وقد نشر الشاب الوثائق السرية في مجموعة الدردشة عام 2022، وقال إنها عبارة عن نصوص من وثائق استخباراتية سرية أحضرها إلى المنزل من مقر عمله داخل قاعدة عسكرية رفض الكشف عن اسمها.
ويبدو أن التسريبات هي أخطر تسريب لأسرار الولايات المتحدة منذ سنوات، إذ نُشرت صور لمستندات حساسة على “ديسكورد” ومنصات أخرى مثل فورتشان وتليغرام وتويتر.
وتتضمن الوثائق المسربة تفاصيل بشأن آراء وتقييمات واشنطن للحرب في أوكرانيا، كما تحوي بعض الوثائق المسربة تفاصيل خطط وضعتها وكالة استخبارات الدفاع الأميركية للتعامل مع الطوارئ بعد عام من الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن كثيرا من الوثائق المسربة لم يعد متاحا على المواقع والمنصات التي ظهرت عليها في بادئ الأمر، وأوردت وكالة رويترز أن من المحتمل أن يكون عدد الوثائق المسربة يفوق 100.