غارديان: إيران تسرع ترحيل 4 ملايين أفغاني بعد طردهم “كالقمامة”

7/7/2025–|آخر تحديث: 16:11 (توقيت مكة)
استعرض تقرير نشرته صحيفة غارديان نقلا عن موقع أفغاني تفاصيل الحملة الإيرانية لترحيل 4 ملايين أفغاني من إيران، أغلبهم نساء، في ظل ظروف إنسانية ومعيشية صعبة.
ووفقا لما نقله التقرير عن المنظمة الدولية للهجرة، تم ترحيل أكثر 250 ألف أفغاني خلال الشهر الماضي وحده، من بينهم آلاف النساء.
وأوضح التقرير أن عمليات الترحيل تسارعت قبيل الموعد النهائي الذي حددته السلطات الإيرانية، يوم الأحد السادس من يوليو/تموز، لمغادرة جميع الأفغان غير النظاميين.
وذكر أن إيران لطالما اعتقلت ورحلت الرجال الأفغان، ولكنّ مسؤولين أفغان على الحدود الأفغانية-الإيرانية أفادوا مؤخرا بحدوث تغيير في سياسة طهران بعد الحرب مع إسرائيل، ليشمل الترحيل جميع “الأجانب”.
وأكد المسؤولون وصول ما لا يقل عن 13 جثة خلال الأسبوعين الماضيين، حسب التقرير، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الوفاة بسبب الحر والعطش أثناء عمليات الترحيل “القاسية”، أو نتيجة غارات إسرائيلية على إيران.
ترحيل قسري
وتحدث الموقع مع عدد من النساء الأفغانيات على الحدود، من بينهن “سحر” (اسم مستعار لحماية هويتها)، وهي أرملة في الأربعين من عمرها وأم لـ3 أطفال، أكدت أنها لا تعرف إلى أين تتجه بعد ترحيلها من إيران، حيث أقامت هناك أكثر من 10 سنوات.
وأضافت أنها كانت تدير ورشة خياطة صغيرة ودفعت مؤخرا عربونا لشراء منزل، ولكنها احتُجزت الأسبوع الماضي مع أطفالها من مخيم للاجئين قرب مدينة شيراز، ثم جرى ترحيلهم قسرا.
وقالت إن السلطات “جاؤوا في منتصف الليل، وتوسلت إليهم أن يمنحوني يومين فقط لجمع أغراضي، ولكنهم لم يستجيبوا، ولم أتمكن حتى من أخذ ملابس أطفالي، لقد طردونا كما تُرمى القمامة”.
وأشار التقرير إلى أن هذه العودة القسرية تضع النساء وجها لوجه مع قوانين حكومة حركة طالبان التي تمنع تنقل المرأة دون مرافقة محرم، مما يترك كثيرات عالقات على الحدود.

الرحلة
ووصلت كثير من النساء إلى المعابر الحدودية منهكات وجائعات بلا وثائق أو مأوى، حسب الموقع، بعد ساعات من السير تحت الشمس الحارقة.
وذكرت “سحر” للموقع غلاء الغذاء والماء، مضيفة أنه “إذا لم تملك المال، فسيبقى طفلك جائعا”.
كما تعرّضت النساء داخل حافلات الترحيل لإهانات متكررة، ولم تكن الحافلات مكيفة رغم تجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية.
وذكرت أم أفغانية للموقع الإهانات التي تعرضت لها، إذ قيل لها: “أنتم الأفغان لا تستحقون شيئا”، وأضافت أن “طفلي بكى من شدة الحر، ولكن السائق ضحك وسخر منا”.
وبيّن التقرير أن الحكومة الأفغانية وعدت بتوفير مأوى مؤقت للنساء العائدات دون محرم، إلا أن كثيرات قلن إنهن لم يتلقين أي دعم، في ظل سياسات تمنعهن من السكن والعمل.
كما أفاد التقرير بأن المساعدات التي توفرها المنظمة الدولية للهجرة عند المعابر تبقى مؤقتة ومحدودة، في ظل غياب التفويض والموارد اللازمة للدعم المستدام.