إعلام إسرائيلي: 20 ألف جندي يعانون من حرب بلا أهداف واضحة

14/7/2025–|آخر تحديث: 14:44 (توقيت مكة)
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تقييماً للوضع العسكري والمعنوي في إسرائيل، كاشفة عن أزمة عميقة تواجه الجيش والمجتمع الإسرائيلي على حد سواء.
وفي السياق، أوضح محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن ديفيد، أن الجيش بدأ يقدم للمجلس المصغر تقييماً واقعياً لما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه، مع شرح الأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل في غزة، والتي تتصاعد باستمرار.
وأكد بن ديفيد أن إسرائيل لم تشهد جيلاً خاض حرباً طويلة كهذه، مما أدى إلى ظهور آثار الاستنزاف والإرهاق بوضوح، محذراً من تلقي المزيد من القتلى والمصابين.
ولفت مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 النير دافوري إلى أرقام صادمة تشير إلى عمق الأزمة النفسية في الجيش، حيث يعاني نحو 20 ألف جندي من أعراض ما بعد الصدمة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد.
ووصف دافوري هذه الأرقام بأنها غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، مما يشير إلى حجم التحدي النفسي والاجتماعي المقبل.
كما تناولت مراسلة الشؤون الاجتماعية في القناة 12 ميخال بعيدان البعد الإنساني للأزمة، مشيرة إلى وجود جيل كامل يخوض المعارك منذ عامين تقريباً، حيث يقاتل الجنود جولات متتالية في معركة طويلة، ومن يعود منهم حياً يجد نفسه مضطراً لخوض معركة جديدة من أجل البقاء نفسياً واجتماعياً.
انتقاد إدارة الحرب
من جهتها، وجهت عضو الكنيست عن حزب يوجد مستقبل، ميراف كوهين، انتقادات لاذعة لإدارة الحرب، محذرة من سقوط مزيد من القتلى ليس بسبب الأعداء، بل بسبب السلوك الإسرائيلي نفسه.
وأشارت كوهين إلى دخول جنود صغار المعركة دون تأهيل مناسب، وعدم تلقي جنود الاحتياط تدريبات كافية، إضافة إلى تجنيد جنود مصابين بالصدمة وتمديد خدمة الجنود المستنزفين.
وانضم رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش يسرائيل زئيف إلى الأصوات المنتقدة، محذراً من أن الحكومة تلحق ضرراً جسيماً بالجيش، وأن الجنود يواجهون مشاكل معنوية خطِرة قد تؤدي إلى ظهور ظواهر غير مرغوب فيها في الجيش، وربط زيف المستوى المعنوي بقدرة الحكومة على الدفاع عن الجيش بطريقة أخلاقية.
وعن ثقة الجمهور في الحكومة، كشف بن ديفيد عن حالة سأم واسعة بين الجمهور الإسرائيلي من الحرب، حيث لا يرى معظم المواطنين هدفاً واضحاً أو جدوى من استمرارها، باستثناء مجموعة صغيرة وصفها بـ”محبي الحرب”.
وأضاف مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 ألموغ بوكير بعداً شخصياً للأزمة، مستشهداً بكلمات ضابط من لواء غولاني قُتل في المعركة، الذي انتقد وجود مجموعات تتهرب من تحمل العبء العسكري، بينما يواصل آخرون الدفع بحياتهم ثمناً لحرب لا نهاية لها في الأفق.
ومن ناحيته، نقل محلل الشؤون السياسية أمنون أبراموفيتش عن ضابط كبير أكد أن الأمر لم يعد عسكرياً منذ فترة طويلة.
واتهم أبراموفيتش الحكومة بإقحام الجيش في صراع قد يدوم سنوات، يهدف للسيطرة على مجتمع معادٍ، مما يخدم رؤية بقاء الحكومة ومشاريع التهجير التي يطرحها بعض الوزراء، محذراً من أن هذا التوجه قد يؤدي إلى هزيمة شاملة لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً ودولياً.