“القمر الدموي”.. أين ومتى يُمكن مشاهدة هذه الطاهرة الفلكية الساحرة؟

يشهد العالم خسوفًا قمريًا غير معتاد يُسمى بـ “القمر الدموي”، يبدأ فجر 14 مارس/آذار الحالي ويصادف أن يتزامن مع انتصاف شهر رمضان. في هذه الظاهرة، سيراقب الناس البدر المضيء وهو يتلاشى ببطء بشكل ساحر حتى يتحول إلى لون أحمر قان يُشبه الدم، قبل أن يعود ويكتمل.
تبدأ الظاهرة في الساعات الأولى من يوم 13 إلى 14 مارس/آذار، وستكون أكثر وضوحًا في القارة الأمريكية، حيث سيكون الخسوف كليًا. كما ستتمكن بعض المناطق القريبة من القارة، بما في ذلك بعض الدول العربية وغرب أوروبا، من مشاهدته.
في الدول العربية، سيكون الخسوف مرئيًا في المغرب وموريتانيا، لكن سيحدث قبل شروق الشمس، مما يجعل الرؤية صعبة.
كيف ترى الخسوف من إسبانيا؟
فيإسبانيا، ستصل الظاهرة إلى ذروتها صباح الجمعة بين الساعة 07:00 وما بعد 08:00 (بتوقيت شبه الجزيرة) ، وستتمتع مناطق مثل شبه الجزيرة الغربية وجزر الكناري وسبتة ومليلية بأفضل رؤية فيها، بينما ستكون الرؤية أضعف في شرق شبه الجزيرة وجزر البليار.
وفي حال كانت السماء صافية، وساعد الموقع الجغرافي على الرؤية، يمكن مشاهدة الـ”القمر الدموي” بالعين المجردة دون معدات، وعلى عكس كسوف الشمس، لا حاجة إلى حماية العين.
كيف تحدث ظاهرة الخسوف؟
يحدث الخسوف عندما يدخل القمر في ظل الأرض، مما يؤدي إلى حجب ضوء الشمس عنه بشكل كامل أو جزئي. وفي حالة “القمر الدموي”، يتحول لونه إلى أحمر نحاسي بسبب أشعة الشمس التي تمر عبر الغلاف الجوي للأرض وتتناثر، مما يعطي القمر هذا اللون المميز.
وبحسب وكالة “ناسا”، يمكن أن يحدث الخسوف القمري أو الكسوف الشمسي بين أربع إلى سبع مرات في السنة.
وكان آخر خسوف جزئي للقمر قد حدث في سبتمبر/ أيلول الماضي في سماء الأمريكيتين وأوروبا وأفريقيا، بينما كان آخر خسوف كلي للقمر في عام 2022.
تاريخ الخسوف
منذ آلاف السنين، حاولت الشعوب تقديم تفسيرات علمية ودينية للظواهر الفلكية، وكانت على دراية واسعة بها. إذ تقول المؤرخة زوي أورتيز لوكالة “أسوشييتد برس” إن الشعوب القديمة “كانت ملمة بالأجرام السماوية دون أن يكون هناك فضل منا على ذلك”.
وأضافت: “كانوا ينظرون إلى السماء ليلاً، وكان لديهم رؤية أكثر إشراقًا مما لدينا نحن اليوم”.
أرسطو، على سبيل المثال، لاحظ أن ظل الأرض على القمر كان منحنياً دائماً أثناء الخسوف، وكانت ملاحظته تلك دليلًا على كروية الأرض.
أما في بلاد ما بين النهرين، فقد كان يُنظر إلى اللون الأحمر للقمر على أنه نذير شؤم على الملك، لذلك كانوا يجلسون على العرش ملك بديل خلال الظاهرة، لحماية حاكمهم من أي سوء.