بدفع أكثر من خمسة ملايين يورو.. استطاع متحف أكسفورد الاحتفاظ بلوحة من عصر النهضة ومنع بيعها للأجانب
ما الذي قد يفعله شخص أو مجموعة أشخاص للإبقاء على إرث تاريخي في بلادهم؟ جمع متحف بريطاني شهير ملايين اليورو لوقف بيع لوحة “صلب فرا أنجيليكو” إلى شخص أجنبي كان سيأخذ اللوحة القيمة إلى بلد آخر.
جمع متحف أشموليان في أكسفورد ما يقارب الـ 4.5 مليون جنيه إسترليني (5.4 مليون يورو) لكي تظل لوحة “صلب فرا أنجيليكو” موجودة في المملكة المتحدة، بعد أن وصلت إلى البلاد منذ أكثر من 200 عام.
إذ كان من المقرر بيع لوحة عصر النهضة الإيطالية النادرة لمشترٍ أجنبي في العام الماضي، ولكن وزير الثقافة تدخل حينئذ، وتحديدا في شهر كانون الثاني/ يناير وأجّل ذلك لمدة تسعة أشهر، بسبب أهمية اللوحة بالنسبة لبريطانيا.
وخلال تلك المدة استطاع متحف جامعة أكسفورد للفنون والآثار الذي تأسس عام 1683، أن يكسب الوقت سعيا لتأمين الأموال اللازمة لكي يحصل على العمل الفني الذي يعود تاريخه إلى عشرينيات القرن الخامس عشر.
وستكون اللوحة الآن واحدة من الأعمال القليلة التي رسمها فرا أنجيليكو وبقيت ضمن المجموعات العامة البريطانية. ويذكر أن الفنان هو راهب من الدومينيكان وأحد الرسامين الرئيسيين في عصر النهضة المبكرة في فلورنسا.
وقالت جامعة أكسفورد إن مجلس إدارة أشموليان تبرع بمبلغ كبير، بالإضافة إلى تبرعات كبرى من الصندوق التذكاري للتراث الوطني، وصندوق الفنون، وصندوق هيدلي، وأكثر من خمسين جهة مانحة رئيسية، فضلا عن نداء للعامة.
وأعلن المتحف في الأسبوع الماضي أن لوحة “الصلب” ستُعرض للجمهور اعتباراً من شهر كانون الأول/ ديسمبر. وستضاف اللوحة غالية الثمن والقيمة إلى مجموعة فن عصر النهضة الإيطالية الخاصة بالمتحف، التي تحتوي على أعمال لـباولو أوتشيللو وتيتيان ورسومات مهمة لرافاييل ومايكل أنجلو.
وتعتبر إضافة اللوحة بمثابة حافز لإعادة تجديد صالات العرض الخاصة بعصر النهضة الإيطالية التي لم تشهد إحداث تغيير منذ عام 2009. وسوف تستخدم اللوحة للتدريس في جامعة أكسفورد. كما ستُعرض لأطفال المدارس ضمن البرامج التعليمية.
