من الجدل إلى الوئام: تحول تاريخي في مهرجان كلاسوهوم بجزيرة بوركوم الألمانية
شهد مهرجان “كلاسوهوم” السنوي في جزيرة بوركوم الألمانية تحولًا ملحوظًا هذا العام، ليبتعد عن جدل طويل الأمد أثارته طقوس تضمنت ضرب النساء بقرون البقر. ولأول مرة، مرت الاحتفالات التي أقيمت مساء الخميس بسلام كامل ودون تسجيل أي حوادث عنف، وفقًا لما أعلنته الشرطة المحلية.
ويتزامن المهرجان مع ليلة القديس نيكولاس في 5 ديسمبر، وهو تقليد يجمع سكان الجزيرة وزوارها للاستمتاع بأجواء احتفالية مليئة بالفرح.
ولكن تقريرًا تلفزيونيًا بثته قناة ايه أر دي (ARD) الشهر الماضي أثار جدلًا واسعًا، حيث أظهر مشاهد لرجال بأزياء غريبة يضربون النساء على الأرداف بقرون البقر، مما سلط الضوء على سلوكيات اعتُبرت عدوانية وغير مقبولة، وقدم التقرير شهادات مجهولة أثارت المزيد من القلق حول سلامة المشاركين.
وأعلنت الجهات المنظمة للمهرجان بعد هذه الانتقادات عن إلغاء هذه الطقوس المثيرة للجدل، وأكدت التزامها بمبدأ عدم التسامح مع أي ممارسات عنيفة، وخاصة تجاه النساء.
كما صرح عمدة بوركوم، يورغن أكيرمان، أن هذه الطقوس كانت تُعتبر في الماضي نوعًا من التأديب الرمزي، لكنها أصبحت مع الوقت عنصرًا مثيرًا للجدل يتعارض مع قيم المجتمع، وجرى اتخاذ تدابير جادة لضمان تجربة آمنة وممتعة لجميع الحاضرين.
وشهد المهرجان حضورًا أمنيًا مكثفًا من الشرطة التي حرصت على مراقبة الفعاليات وضمان النظام، وشارك نحو 500 شخص في العرض الرئيسي وسط تفاعل كبير من الجمهور. وانتهت الاحتفالات عند منتصف الليل دون تسجيل أي بلاغات عن حوادث أو اعتداءات.
وصرح قائد الشرطة الإقليمية، توماس ميميرينغ، أن العادات والتقاليد لا يمكن أن تكون مبررًا للتهرب من المساءلة القانونية، وأكد أن أي تجاوزات مرتبطة بالمهرجان، سواء هذا العام أو في الأعوام السابقة، ستُواجه بإجراءات قانونية صارمة.
ويمثل هذا التحول في مهرجان “كلاسوهوم” خطوة إيجابية للحفاظ على التراث الثقافي للجزيرة مع تحقيق احترام كامل لحقوق الجميع، ويمهد الطريق نحو احتفالات تعكس روح المجتمع وقيمه الإيجابية، مع تطلع السكان والزوار إلى أجواء مميزة خالية من أي ممارسات مثيرة للجدل.