مايكروسوفت تكشف عن نظام ذكاء اصطناعي “يتفوق على الأطباء” في تشخيص الحالات المعقدة

بقلم: يورونيوز
نشرت في
وأوضحت الشركة أن هذا النظام يمهّد الطريق نحو ما وصفته بـ”الذكاء الطبي الفائق”، في وقت لا تزال فيه المخاوف قائمة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف القطاع الصحي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نُشر في 30 يونيو/ حزيران 2025، فإن النظام الجديد طُوّر من قبل وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمايكروسوفت بقيادة التقني البريطاني مصطفى سليمان، ويعتمد على تقنيات متعددة النماذج، من بينها نماذج مطوّرة من قبل شركة أوبن إيه أي، خاصة النموذج o3 المتقدّم.
وأكدت الشركة أن النظام، عند اختباره باستخدام دراسات حالة طبية معقدة من مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف مديسنNew) England Journal of Medicine)، استطاع التوصل إلى التشخيص الصحيح في أكثر من 80% من الحالات، مقارنة بـ20% فقط عند اختبار نفس الحالات على أطباء بشريين دون أدوات مساعدة أو مراجع خارجية.
وأوضحت مايكروسوفت أن النظام يتّبع منهجية تشخيصية تحاكي عمل الأطباء الواقعيين، من خلال تحليل الأعراض، وطلب الفحوصات المناسبة، وطرح أسئلة تكميلية للوصول إلى استنتاج طبي دقيق. فعلى سبيل المثال، عند التعامل مع أعراض مثل السعال والحمى، يتخذ النظام خطوات استقصائية تشمل تحليل الدم والأشعة السينية قبل ترجيح احتمالية الإصابة بالتهاب رئوي.
الجدير بالذكر أن مايكروسوفت استعانت في هذا الإنجاز بمنظومة وصفتها بـ”منسّق تشخيصي”، وهو نظام وكيل ذكي يحاكي فريقًا من الأطباء المتخصصين، ويتفاعل مع نماذج مختلفة من مطوري الذكاء الاصطناعي مثل، أوبن إيه أي وميتا، وآنثروبك، وغوغل، وغروك.
ورغم إشادتها بالدقة العالية للنظام وكفاءته في تقليل التكاليف من خلال طلب الفحوصات الأكثر فعالية فقط، شددت مايكروسوفت على أن الهدف لا يتمثل في استبدال الأطباء، بل دعمهم في الحالات المعقدة. وأوضحت في مدونة رسمية: “تتجاوز مهام الأطباء مجرد التشخيص. إنهم يتعاملون مع حالات من الغموض ويبنون علاقات ثقة مع المرضى، وهي مهارات لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكيها بالكامل”.
في الوقت نفسه، حذّرت الشركة من المبالغة في تقييم قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، خاصة تلك التي اجتازت اختبارات الترخيص الطبية الأميركية، معتبرة أن هذه الاختبارات تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم العميق، وهو ما قد يعطي انطباعًا مبالغًا فيه عن قدرات تلك النماذج.
وبينما لا يزال النظام غير جاهز للاستخدام السريري الفعلي، خصوصًا فيما يتعلق بالحالات الشائعة والأعراض غير المعقدة، ترى مايكروسوفت أن المستقبل يحمل فرصًا واعدة. إذ يمكن لهذا النوع من الأنظمة أن يمكّن المرضى من إدارة جوانب روتينية من صحتهم، وأن يزوّد الأطباء بأدوات دعم قرار متقدمة في التشخيص.
ورغم تطمينات مايكروسوفت بشأن عدم تهديد وظائف الأطباء، فإن عبارة “الذكاء الطبي الفائق” التي استخدمتها الشركة في إعلانها، تفتح الباب أمام تحولات عميقة في مستقبل الطب العالمي، وسط تساؤلات متزايدة حول التوازن بين كفاءة الآلة وأهمية الدور الإنساني في مهنة الطب.