بالتزامن مع انطلاق فعاليات منتدى “دراسات” السابع .. تدشين كتاب يوثق مسيرة مملكة البحرين مع جامعة الدول العربية

المنامة في 22 ديسمبر/ بنا / انطلقت مساء اليوم أعمال المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات” تحت عنوان “مَجْمَع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية” والذي يُعقد بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور معالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط، وبمشاركة واسعة من ممثلي الدول العربية ورؤساء مراكز الفكر والدبلوماسيين والخبراء.
وبدأ حفل الافتتاح بكلمة معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات، رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” أكد فيها اعتزاز مملكة البحرين باستضافة هذا المحفل الفكري، الذي يأتي تحقيقًا للرؤية الحكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مثمنًا بأسمى آيات الشكر والتقدير الرعاية الملكية السامية الشاملة للبحث العلمي كمنظومة متكاملة، والتوجيهات الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في ظل الدعم المتواصل من أجل ترسيخ بيئة محفّزة للابتكار المؤسسي، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح معاليه أن احتضان مركز “دراسات” للتوصية الصادرة عن قمة البحرين العربية، بخصوص “إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية” يشكل ترجمةً فعلية من أجل رسم مسار جديد للعمل العربي المشترك، منوهًا في هذا الصدد بالمواقف المشهودة، والإسهامات البناءة لمملكة البحرين، باعتبارها صوت الحكمة والاعتدال في المنطقة والعالم، وصاحبة الريادة في نصرة القضايا العربية.
وأكد معالي الوزير أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية، لتأسيس منظومة فكرية عربية، قادرة على صياغة خارطة طريق لحاضر ناهض تصونه هويتنا، ومستقبل زاهر تحميه ثوابتنا في ظل التكامل بين الفكر وصناعة القرار، لإنتاج رؤى مبتكرة وواقعية لخدمة الأجندات التنموية، من خلال تبادل المعرفة، وتعزيز القدرات، وإطلاق مبادرات تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المواطن العربي وهذا هو جوهر شراكتنا مع جامعة الدول العربية، خاصة أن منطقتنا تُواجه تحديات صعبة ومعقدة. وهنا يأتي دور مراكز البحوث كمختبرات للأفكار، ومنابر للحوار، ومنارات للتنوير.
وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى دلالات تدشين الكتاب التوثيقي (مملكة البحرين وجامعة الدول العربية: 1971–2025) والذي يُعد وثيقة للتاريخ وشهادة فكرية على أكثر من نصف قرن من الشراكة الاستراتيجية القائمة على وحدة الهدف والمصير، لافتًا إلى أن هذه العلاقات المتميزة اكتسبت زخمًا كبيرًا في ظل رؤية ملكية سامية بأن الجامعة العربية هي بيت العرب لا يغيب دورها في الحفاظ على الأمن القومي والاستقرار الإقليمي، ولا ينضب جهدها في تعزيز التعاون الشامل، ولا يتوقف تأثيرها كأداة بناء مستقبل يسوده الأمن والازدهار.
وقال “إن انخراط المملكة في العمل العربي المشترك، يعد برهانًا ساطعًا على مبادئ راسخة وحضور فاعل لجمع الصف والكلمة. مضيفًا: إن هذا الإصدار القيم يقدم مرجعًا أصيلاً للمكتبة العربية يتخطى حدود الرصد والمتابعة، ليجسد رسالة مفادها أن رباط العروبة سيظل قائمًا ومستمرًا نتوارثه جيلاً بعد جيل.
وفي ختام كلمته، أشاد رئيس مجلس الأمناء، بالمساعي الحثيثة التي تضطلع بها الأمانة العامة للجامعة العربية، بقيادة معالي الأمين العام، وكذلك جهود فريق عمل مركز “دراسات”، داعيًا المثقفين والباحثين العرب إلى التفاعل مع فعاليات المنتدى، ومتابعة ما يتمخض عنه من نتائج وتوصيات متميزة، من أجل بناء غد أفضل للجميع.
وألقى معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمةً ثمن فيها احتضان مملكة البحرين لهذا المنتدى الفكري المرموق، ومشيدًا بالرؤية السديدة لقيادة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ، والمسيرة المباركة للمملكة مع سائر الدول العربية الشقيقة تحت قبة الجامعة، إذ يعد دور مملكة البحرين وقادتها الكرام على مر الزمن مثالاً يحتذى به للإخلاص لوحدة الكلمة والحرص على المصالح العربية العليا، كما أعرب معاليه عن تفاؤله بمستقبل العمل العربي المشترك في ظل الاهتمام بالبحث العلمي القائم على أسس عصرية وأهداف تنموية.
وجرى بعد ذلك، تدشين الكتاب بفيلم قصير يقدم لمحة عن الجهد التوثيقي المبذول لرصد مسيرة الشراكة بين مملكة البحرين وجامعة الدول العربية، والذي يُعدّ أحد أبرز الإصدارات البحثية لهذا العام، بما يتضمنه من توثيق مسار هذه العلاقات منذ عام 1971، وتحليل مواقف ومبادرات المملكة في إطار العمل العربي المشترك، واستعراض خطابات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، التي تؤكد على مركزية القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما يغطّي الكتاب أبرز المحطات الحديثة، ومنها: قمة البحرين 2024، والقمة العربية غير العادية بالقاهرة 2025، مرفقًا بمجموعة من الوثائق والصور النادرة. وتلا ذلك تكريم نخبة من أبرز مسؤولي وباحثي المراكز الفكرية العربية المرموقة من المحيط إلى الخليج.
وتشهد جلسات المنتدى مناقشات رصينة تستعرض الدور المتنامي لمراكز الفكر والبحوث في دعم التنمية المستدامة، وكيفية إدماج الحلول الوطنية في الأجندة العالمية، بالإضافة إلى استعراض أدوات المستقبل في تحليل السياسات، مثل: البيانات الكبرى، الذكاء الاصطناعي، والاستشراف الاستراتيجي.
ومن المتوقع أن تسفر توصيات المنتدى عن إعلان خطوات عملية تمهّد لإطلاق “حاضنة عربية فكرية – تنموية” بمبادرة مشتركة بين مركز “دراسات” والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لتعزيز التكامل البحثي بين مراكز الفكر العربية، ودعم بناء سياسات تنموية واقعية تستجيب للتحديات المستقبلية.
ع.ب, م.خ









