تمكّن النوخذة عيسى محمد الفلاسي «63 عاماً» من إنقاذ 8 صيادين من الغرق وانتشال جثتين بعد انقلاب مركبهم في البحر خلال رحلة صيد كانوا يقومون بها الأسبوع الماضي في دبي.
وقال الفلاسي إنه بينما كان في رحلة صيد لاحظ شخصاً على مسافة بعيدة تحمله أمواج البحر، فتوجه إليه على الفور ليتفاجأ بعد إنقاذه وإجراء الإسعافات الأولية له بأن هناك 9 أشخاص آخرين كانوا برفقته على متن القارب ويحتاجون للمساعدة، فبدأ بعملية بحث عنهم لإنقاذهم نتيجة تعذر إجراء الاتصال وطلب المساعدة من الجهات المختصة وهو في عرض البحر.
إسعافات أولية
وبكلمات تغلبها الفرحة لإنقاذ الصيادين الثمانية، ويعتصرها الألم والحزن في الوقت ذاته على الشخصين الآخرين اللذين انتشلَ جثتيهما بعد أن فارقا الحياة، يسرد النوخذة عيسى الفلاسي تفاصيل الحادثة التي لن تفارق ذاكرته قائلاً: «كنت في طريقي لصيد السمك كما هي عادتي اليومية، ولكن في ذلك اليوم تحديداً تأخر موعد دخولي للبحر للساعة العاشرة والنصف صباحاً عوضاً عن ساعات الفجر بسبب ذهابي لصيانة محرك القارب، وخلال توجهي إلى موقع الصيد لمحت شخصاً من بعيد تحمله الأمواج الهائجة، فأسرعت إليه لأستوضح أمره، لأجد أنه قد شارف على الغرق وأنهكه التعب، فبادرت إلى إنقاذه برفقة عمال الصيد الذين كانوا معي وإجراء الإسعافات الأولية له».
وأضاف: «بعد أن هدّأتُ من روعه أخبرني وقد تملّكه الخوف والتعب أن هناك 9 أشخاص آخرين تعرضوا للغرق ويحتاجون للمساعدة، فحاولت استخدام الهاتف لطلب المساعدة ولكنني كنت خارج منطقة تغطية الخدمة، ولم يكن أمامي خيار حينها سوى البحث عنهم وإنقاذهم، ودخلت في صراع مع الوقت خصوصاً بعد أن أخبرني أنهم يعانون هناك منذ نحو ساعتين تقريباً».
رحلة البحث
وتابع الفلاسي: «بدأت رحلة البحث التي استمرت لنصف ساعة تقريباً في المنطقة المحيطة، فعثرت على 8 أشخاص وقد نال منهم الخوف والإرهاق، فقدمت لهم الإسعافات الأولية، وحفزتهم ببعض الكلمات التي هدَّأت من روعهم، وأكملت مهمتي في البحث عن الشخصين الباقيين، حيث كنت أراقب حركات الأمواج باستمرار وأنطلق بالقارب إلى مختلف الاتجاهات، وبعد مدة قصيرة عثرت عليهما وانتشلت جثتيهما بعد أن فارقا الحياة».
ومضى بالقول: «بعد أن عثرت على الجميع انطلقت على الفور إلى أقرب منطقة لخفر السواحل الذين تواصلوا بدورهم مع المعنيين في شرطة دبي والإسعاف، حيث كانوا على جاهزية تامة فور وصولنا، فبدأوا بالاطمئنان على سلامة الجميع وتقديم الرعاية لهم، واستلام جثمانَي الشخصين اللذين فارقا الحياة».
