رسالة من القرن السابع عشر تنفي رواية “هجر شكسبير لزوجته”

نشرت في
يشير بحث جديد، يستند إلى تحليل جزء من رسالة تعود إلى القرن السابع عشر وموجهة إلى “السيدة شاكسبير الطيبة”، إلى أن زواج ويليام شكسبير من آن هاثاواي ربما كان أكثر سعادة مما كان يُعتقد في السابق.
فقد تزوّج شكسبير من آن هاثاواي في عام 1582، عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً، بينما كانت هي حاملاً وتبلغ من العمر نحو ستة وعشرين عامًا. وقد أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: سوزانا، والتوأم هامنت وجوديث.
ولأكثر من قرنين من الزمان، ساد الاعتقاد بأن الكاتب المسرحي الإنجليزي قد ترك زوجته في مسقط رأسه ستراتفورد أبون آفون، لينتقل إلى لندن لمتابعة مسيرته الأدبية.
بل إن هذا الاعتقاد ألهم الكاتبة ماغي أوفاريل، التي صوّرت تلك العلاقة على أنها غير سعيدة، في روايتها “هامنت” الصادرة عام 2020، والتي تناولت وفاة ابن شكسبير الوحيد، هامنت، وهو في الحادية عشرة من عمره.
غير أن الرسالة المنسية، التي تم العثور عليها بالصدفة داخل غلاف كتاب في هيرفورد بإنجلترا، تشير إلى أن الزوجين قد عاشا معًا في لندن في مرحلة ما بين عامي 1600 و1610. وهو ما يُعد أول دليل مكتوب يدعم هذا الادعاء.
وتزعم الرسالة أن شكسبير كان يحجب المال عن تلميذ يتيم الأب يُدعى جون باتس، ثم تطلب كاتبة الرسالة من السيدة شكسبير شخصيًا المال بدلاً منه.
ويقول البروفيسور ماثيو ستيغل من جامعة بريستول، والذي نشر نتائج البحث في مجلة “شكسبير” الصادرة عن جمعية شكسبير البريطانية: “تم اكتشاف الرسالة لأول مرة في عام 1978، وكانت معروفة منذ فترة طويلة، إلا أن أحدًا لم يتمكن من تحديد الأسماء أو الأماكن الواردة فيها، أو يرى سببًا مقنعًا للاعتقاد بأن (السيد شكسبير) المذكور في الرسالة هو بالضرورة ويليام شكسبير، وليس شخصًا آخر يحمل الاسم ذاته في تلك الحقبة”.
ومن أجل التحقق من ذلك، قام الباحث بتتبع الأشخاص والعناوين الواردة في الرسالة، في محاولة لمعرفة ما إذا كان من المحتمل أن يكون الكاتب المسرحي وزوجته قد تواجدا في لندن في ذلك الوقت.
وأوضح البروفيسور ستيغل قائلًا: “باختصار، الأمر يعتمد على خطوتين. أولًا، تحدد هوية الصبي المعني، وبما أن هويته أصبحت واضحة، فإن ذلك يحدد تاريخ الرسالة. وبهذا، يصبح ويليام شكسبير هو المرشح الأقوى، على نحو شبه مؤكد، ليكون المقصود بـ(السيد شكسبير) المقيم في لندن”.
وتكشف الرسالة عن عنوان جديد لشكسبير في شارع ترينيتي لين، وسط لندن، لم يكن معروفًا من قبل.
إضافة إلى ذلك، تسلط الرسالة الضوء على دور آن هاثاواي في حياة زوجها. إذ يبدو أنها كانت منخرطة في شؤونه المالية وشبكاته الاجتماعية، الأمر الذي “يُحدث تغييرًا كبيرًا في طريقة النظر إلى زواج شكسبير”، على حد تعبير البروفيسور ستيغل.
وعلاوة على ما سبق، فإن الجزء الخلفي من الرسالة يحتوي على رد من السيدة شكسبير نفسها، ما يُعد أول كلمات مسجّلة على الإطلاق لآن هاثاواي.
ويُحتفظ بهذه القطعة من الرسالة داخل مكتبة كاتدرائية هيريفورد.