خاصلقاء ترامب ونتنياهو.. اختبار جديد لمستقبل اتفاق غزة

الزيارة المرتقبة، وهي الخامسة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة، تأتي في وقت تبذل فيه إدارة ترامب والوسطاء الإقليميون جهودا لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة أكثر حسمًا.
ورغم تأكيد ترامب أن غزة ستكون محور اللقاء، إلا أن ملفات أخرى، وعلى رأسها إيران، مرشحة لفرض نفسها بقوة على جدول الأعمال.
عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح، عدنان الضميري، عبّر في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية” ضمن برنامج “غرفة الأخبار”، عن تشكك فلسطيني واضح حيال مآلات اللقاء، قائلا: “لا تزال الأمور في موضوع الانتقال للمرحلة الثانية مبهمة، كما أن خطة ترامب نفسها مبهمة، وقد نكون أمام انتقال مشروط ووقف نار هش”.
ويرى الضميري أن السيناريو الأقرب هو استمرار ما وصفه بـ”لبننة غزة”، أي بقاء الوضع في حالة لا حرب ولا سلام، مع عمليات عسكرية إسرائيلية محدودة، موضحا: “نتنياهو لم يعلن وقف الحرب، بل وقف إطلاق نار في غزة، مع استمرار ضربات يراها أمنية”.
وحسب الضميري، فإن ترامب يسعى لتحقيق “إنجاز سياسي” يمكن تسويقه داخليا، وربما الدفع باتجاه المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه في الوقت ذاته لا يريد صداما مباشرا مع نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا داخلية معقدة.
وقال في هذا السياق: “ترامب سيضغط باتجاه الانتقال للمرحلة الثانية، لكن هذا الانتقال قد يكون مبهمًا وغير واضح المعالم”.
المخاوف الفلسطينية، كما يوضح الضميري، لا تقتصر على غزة وحدها، بل تمتد إلى الضفة الغربية، في ظل ما وصفه بإطلاق يد الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان والتصعيد دون مساءلة.
وأضاف: “القيادة الفلسطينية لديها تخوفات حقيقية، فنتنياهو مطلق في الضفة الغربية بلا حساب، سواء عبر الاستيطان أو القوانين الإسرائيلية”.
أما بشأن مشاريع ما بعد الحرب، مثل إدارة غزة أو نشر قوات دولية، فيؤكد الضميري أن هذه الطروحات لا تزال غير ناضجة، قائلا: “خطة ترامب لم توضّح طبيعة القوات الدولية، ولا مهامها ولا قواعد الاشتباك، وهذا الغموض ينعكس على كل مسار الاتفاق”.
وفي ختام قراءته للمشهد، يحذّر الضميري من أن نتنياهو قد يحاول الهروب من استحقاقات غزة عبر فتح ملفات إقليمية أخرى، مثل إيران أو لبنان، معتبرا أن الحرب باتت وسيلته الأساسية للبقاء السياسي.









