Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الأخبار

خاصما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟

وأشار “مركز تريندز” للبحوث والاستشارات إلى انخفاض كبير في مؤشر القوة العالمية لجماعة الإخوان، حيث انخفض تأثير الجماعة من 64 بالمئة في عام 2021، إلى 49.3 بالمئة في عام 2022، وإلى 48 بالمئة في عام 2023.

واستغلت جماعة الإخوان أحداث 7 أكتوبر لإعادة إحياء خطابها العنيف وتعزيز عمليات التجنيد، وحاول التنظيم الاستفادة من الحدث، فرفع مستوى الخطاب الأيديولوجي، كما حدث في الأردن.

ولكن في أبريل 2025، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية “حظر كافة نشاطات جماعة الإخوان المسلمين المنحلة واعتبارها جمعية غير مشروعة”، بعد كشف السلطات الأردنية عن ضبط عملية تصنيع للمتفجرات من قبل نجل أحد قيادات الجماعة وآخرين، كانوا يريدون استهداف مواقع حساسة في المملكة.

وشمل القرار حظر الانتساب والترويج ومصادرة الأصول وإغلاق المقرات، ما يعني فعليا نهاية تنظيم “إخوان الأردن” بعد 80 عاما من النشاط السياسي والدعوي.

وفي تونس، تعيش حركة النهضة تراجعا غير مسبوق منذ الإجراءات الاستثنائية لصيف 2021، وتواجه اتهامات تتعلق بالإرهاب والاغتيالات السياسية.

وتم اعتقال عدد من قادتها، من بينهم العجمي الوريمي في يوليو 2024، فيما تم وضع 80 جمعية مرتبطة بها تحت المراقبة المالية لتجفيف مصادر التمويل.

كما شهد حزب العدالة والتنمية المغربي، الذراع السياسي للإخوان في المغرب، هزيمة سياسية مؤلمة وانهيارا انتخابيا باحتفاظه بـ12 مقعدا فقط من أصل 125 مقارنة بـ2016، كما خسر في انتخابات رئاسة مجلس النواب، ما يؤشر إلى فقدان شعبيته ومكانته في المعارضة السياسية نتيجة اتهامات بالفساد وتراجع الأداء السياسي.

أما في الجزائر، تشهد حركة مجتمع السلم “حمس”، الذراع السياسي للإخوان، انقساما كبيرا بين جناح الرئيس السابق عبد الرزاق مقري، وبين جناح الرئيس الحالي عبد العالي حساني شريف، وانعكس ذلك على تراجعها الشعبي، حيث لم يتجاوز مرشحها الرئاسي 3 بالمئة من الأصوات.

 وفي سوريا، رفضت القيادة الانتقالية برئاسة الرئيس السوري أحمد الشرع، طلب الإخوان لإعادة فتح مقارهم، مما يعكس مأزق الجماعة على مستوى الوطن العربي.

وفي لبنان بات الحديث عن نزع سلاح “الجماعة الإسلامية” فرع الإخوان، بعد انكماش حزب الله، وتصاعد المطالب الشعبية والرسمية بعدم وجود سلاح خارج إطارة الدولة.

التنظيم الأم.. 3 جبهات متصارعة

وعلى صعيد “الجماعة الأم” تواجه الإخوان أزمة هيكلية عميقة منذ 2020، حيث انقسمت الجماعة إلى ثلاث جبهات رئيسية، جبهة لندن يقودها صلاح عبد الحق القائم بأعمال مرشد الجماعة، وجبهة إسطنبول يقودها الأمين العام السابق محمود حسين، وجبهة الكماليين تضم الشباب الموالين للقيادي السابق محمد كمال، وتطلق الجبهة على نفسها اسم “تيار التغيير” معلنة رفضها لجبهتين إسطنبول ولندن.

استراتيجيات الكمون والبقاء

ويقول المحامي والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إن هجوم 7 أكتوبر 2023 شكل لحظة فاصلة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط بسبب ما ترتب عليه من دمار إنساني، بل لأنه كشف، على حد تعبيره، عن الارتباط العضوي بين الجناح العسكري لحركة حماس (أحد أذرع الجماعة) وبين مشاريع إقليمية خارجية لا تعبر عن تطلعات الشارع العربي، بل تخدم أجندات قوى مثل إيران وتركيا.

وأوضح الأيوبي أن الجماعة، التي لطالما استندت إلى خطاب المظلومية لبناء شرعيتها السياسية، فقدت هذه الورقة بعد انكشاف مواقفها المتناقضة وتحالفاتها الانتهازية، خاصة عقب الأحداث الدامية التي تلت طوفان الأقصى.

وقال: “ظهر الوجه الحقيقي لجماعة تمتهن الخطاب المزدوج: مقاومة في خطابها، وتحالفات انتهازية في واقعها. تناقضاتها في قضايا مثل سوريا واليمن وليبيا فجرت وعي الشارع العربي، ودفعته إلى مراجعة موقفه منها”.

ووصف الأيوبي واقع الجماعة بعد 7 أكتوبر بأنه حالة شلل استراتيجي، تجلى في تراجع التصريحات، انكماش المبادرات، وانكفاء سياسي واضح. وأضاف أن التنظيم يعيش تفككا عضويا وفكريا نتيجة الانقسامات المتزايدة بين جبهاته في مصر وامتداداته في الأردن، وفلسطين وتونس والمغرب.

وأكد أن جماعة الإخوان دخلت فعليا في مرحلة ما بعد المشروع، بعد أن فشلت في إثبات نفسها كـ”بديل إسلامي معتدل”، سواء في الحكم أو المعارضة.

واعتبر الأيوبي أن الخسارة الأكبر للجماعة بعد 7 أكتوبر كانت تآكل ما تبقى من شعبيتها في أوساط الشباب العربي، الذين اكتشفوا، موضحا أن الجماعة تسعى لتصدير مشروع خلافة لا يتناسب مع الدولة الوطنية الحديثة.

ولفت “الأيوبي” أن الجماعة تحاول اليوم التعويض من خلال شبكات خيرية واجتماعية وخطاب مظلومي يعيد تدوير سرديتها القديمة، مضيفا الجماعة، التي طالما استفادت من “تسامح” بعض الأنظمة، أصبحت اليوم مرفوضة رسميا وشعبيا، مدللا بما جرى في الأردن مؤخرا من حظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها.

من جهته، يرى الباحث هشام النجار لـ”سكاي نيوز عربية” أن جماعة الإخوان تمر بـ”أوسع مرحلة انكشاف سياسي وتنظيمي وفكري” في تاريخها، وصلت ذروتها بعد طوفان الأقصى والحرب بين إيران وإسرائيل. وقال النجار إن الجماعة فقدت الشرعية الأخلاقية والتنظيمية، خاصة بعد فشلها في إدارة الحكم بمصر وتونس، وانكشاف شعاراتها الجوفاء أمام الواقع.

وأضاف أن الجماعة تحملت مسؤولية مباشرة في نكسة جديدة للقضية الفلسطينية، بسبب قراراتها الأحادية من خلال حماس ومحور إيران، والتي أدت إلى كوارث إنسانية في غزة. وأكد أن الإخوان باتوا يفتقرون إلى أي رؤية سياسية أو برنامج واقعي، ولم يقدموا إلا الشعارات الفارغة والدعاية الحماسية.

المشروع الإخواني انكشف بالكامل

وفي السياق ذاته، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية طارق أبو السعد لـ “سكاي نيوز عربية”، إن الإخوان، بجميع فروعهم وتنظيمهم الدولي، راهنوا على 7 أكتوبر كفرصة للعودة السياسية، خاصة في مصر والدول المجاورة، إلا أن النتائج جاءت عكسية تماما.

وأوضح أن ما جرى في غزة ـ من مواقف حماس المتعنتة خلال الهدن وتسليم الرهائن ـ كشف انتهازية الجماعة، وأظهر أنها تقدم مصالحها السياسية على حساب معاناة الفلسطينيين، ما أدى إلى تعميق أزمتها الداخلية، وانفجار خلافات فرعية ورئيسية حول المستقبل.

وأشار أبو السعد إلى أن الإخوان يعيشون منذ عام 2017 حالة كمون تنظيمي، زاد حدتها ما بعد 7 أكتوبر، إلا أن الشق الإعلامي منهم، بحسب قوله، اتجه إلى تصعيد هجومي ضد الدول العربية، في محاولة للتأثير على الرأي العام، وهو ما وصفه بـ”السعار الإعلامي”.

وأكد أن الجماعة فقدت شرعيتها الشعبية بالكامل، وليس فقط بعض التأييد، حيث لم تعد تحظى بقبول مجتمعي، بل بات عناصرها مرفوضين وملاحقين شعبيا.

وحذر أبو السعد من محاولات الجماعة لبناء شرعية جديدة بين الأجيال الشابة، معتبرا أن ذلك يمثل تهديدا طويل الأمد يجب التصدي له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى