فيديو صادم لإطلاق شرطي كيني النار على متظاهر أعزل

ألقت السلطات الكينية القبض على ضابط شرطة متورط في إطلاق النار على مدني أعزل في العاصمة نيروبي، وذلك خلال احتجاجات اندلعت أمس الثلاثاء احتجاجا على وفاة الناشط ألبرت أوجوانغ في الاحتجاز لدى الشرطة.
وقال المتحدث باسم الشرطة إن الحادث وقع أثناء الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية هذه الحادثة، والتي زادت التوترات بين المجتمع الكيني وقوات الأمن.
تفاصيل الحادث
وكانت قناة “سيتيزن” الكينية قد بثت مقطع فيديو يظهر فيه اثنان من رجال الشرطة يضربان شخصا على رأسه مرات عدة، قبل أن يطلق أحدهم النار عليه من بندقيته فيما كان الرجل يحاول الهرب.
وبينما سقط الرجل على الأرض هتف الحشد قائلا “لقد قتلوه”، وتم تصوير مقطع آخر على موقع صحيفة “نايشن” يظهر شاهد عيان يؤكد أن الضحية كان يبيع الكمامات ولم يكن من بين المحتجين.
وبينما لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق من صحة الفيديوهات بشكل مستقل أفاد صحفي من الوكالة بأن الضحية كان ملقى على الأرض مع جرح بالغ في رأسه فيما كانت بيده حقيبة تحتوي على كمامات.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة الكينية على لسان المدير العام للصحة باتريك أموث أن الرجل نُقل إلى المستشفى في حالة خطيرة.
وأضاف أنه خضع لاحقا لفحوصات طبية مختلفة أكدت حاجته إلى إجراء جراحي دقيق في الأعصاب.
ردود الفعل الرسمية
وفي رد فعل سريع على الحادث أكد المتحدث باسم الشرطة موشيري نياجا أنه تم إلقاء القبض على الضابط الذي أطلق النار على المدني.
وأوضح نياجا في بيان أن “المفتش العام للشرطة الوطنية أمر باعتقال الشرطي المعني وإحالته إلى المحكمة فورا”.
وعلى إثر تلك الاحتجاجات اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المدمع لاحتواء الحشود.
كما تخللت الاحتجاجات أحداث عنف أخرى، حيث تعرّض المتظاهرون من قبل دراجين مجهولين كانوا يعتدون عليهم بالضرب.
وقد أكد نياجا أن التحقيقات جارية لتحديد هوية هؤلاء المعتدين الذين أشار إليهم بوصفهم “بلطجية”.
وفي تطور آخر، قالت منظمة العفو الدولية فرع كينيا عبر حسابها على منصة إكس إن مجموعة من الدراجين كانت تقوم بضرب المتظاهرين وأفراد الجمهور، في حين أظهرت وسائل إعلام محلية فيديوهات لمجموعة من الدراجين وهم يهتفون “لا للاحتجاجات”.

المطالبة بإصلاحات
يذكر أن حادث قتل المدون أوجوانغ في يونيو/حزيران الماضي قد أثار موجة من الاحتجاجات في نيروبي وعدد من المدن الأخرى، حيث طالب المحتجون بالعدالة لأوجوانغ وبإجراء إصلاحات في جهاز الشرطة.
وتزايدت الاحتجاجات بعد أن كشف تقرير تشريح جثة مستقل أن أوجوانغ تعرّض للضرب ولم ينتحر كما كانت الشرطة قد زعمت في البداية.
كما أعلن الرئيس وليام روتو أن وفاة أوجوانغ على يد الشرطة “مؤلمة وغير مقبولة”.
وفي سياق آخر، رفضت الحكومة الكينية في وقت سابق الدعوات التي أطلقها قادة المعارضة لإعلان يوم 25 يونيو/حزيران عطلة رسمية تكريما للمحتجين من جيل “زاد” الذين قتلوا خلال مظاهرات ضد الحكومة في 2024.
فقد طالب كل من ريغاثي غاتشاغوا نائب الرئيس السابق وزعيم حزب “وايبر” المعارض كالونزو موسيوكا الشعب الكيني بمقاطعة العمل في هذا اليوم، في محاولة للضغط على الحكومة لإعلان عطلة رسمية لإحياء ذكرى الشباب الذين لقوا حتفهم أثناء احتجاجات 25 يونيو/حزيران 2024 ضد قانون المالية.