معلومات مصرفية وسجلات طبية… دراسة تكشف كيف تتسلل متصفحات الذكاء الاصطناعي إلى بياناتك الشخصية

نشرت في
اعلان
وبحسب الدراسة، التي اختبرت 10 من أشهر هذه المساعدات، من بينها ChatGPT التابع لشركة OpenAI، وCopilot من مايكروسوفت، وامتداد Merlin AI لمتصفح غوغل كروم، فقد جرى التقييم في سياقات متعددة، شملت التسوق عبر الإنترنت واستخدام منصات خاصة مثل بوابات الصحة الجامعية.
نتائج صادمة
أظهرت الاختبارات أن جميع المساعدات، باستثناء Perplexity AI، قامت بجمع بيانات المستخدمين واستخدامها إما لتوصيفهم أو لتخصيص الخدمات المقدمة لهم، وهو ما قد يشكل انتهاكاً لقوانين حماية الخصوصية.
وقالت آنا ماريا ماندالاري، الأستاذة المساعدة في كلية لندن الجامعية وكبيرة مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي: “هذه المساعدات تمتلك وصولاً غير مسبوق إلى سلوك المستخدمين عبر الإنترنت، بما في ذلك مجالات يجب أن تبقى خاصة. ورغم أنها توفر الراحة، إلا أن نتائجنا تشير إلى أن ذلك غالباً ما يأتي على حساب خصوصية المستخدم، وأحياناً في انتهاك لتشريعات الخصوصية أو حتى لشروط خدمة الشركات نفسها”.
تتبع شامل حتى في المواقع الخاصة
خلال التجارب، قام الباحثون بمراقبة حركة البيانات بين هذه المتصفحات وخوادمها، فاكتشفوا أن بعض المساعدات – مثل Merlin وSider – لم تتوقف عن تسجيل النشاط حتى عند الدخول إلى مواقع خاصة.
وفي حالة Merlin، تم رصد نقل كامل لمحتوى الصفحات، بما في ذلك بيانات مصرفية، وسجلات أكاديمية وصحية، وحتى أرقام ضمان اجتماعي أدخلها المستخدمون في موقع ضريبي أمريكي. أما Sider وTinaMind، فقد أرسلا بيانات تعريفية مثل عنوان IP إلى خدمات مثل Google Analytics، ما أتاح إمكانية تتبع المستخدمين عبر المواقع واستهدافهم بالإعلانات.
كما أظهرت الدراسة أن متصفحات مثل Google وCopilot وMonica وSider، استخدمت ChatGPT لاستنتاج العمر والجنس والدخل والاهتمامات للمستخدمين، وتخصيص الردود بناءً على ذلك. وفي حالة Copilot، تم تخزين سجل الدردشة الكامل في خلفية المتصفح، واستمر الاحتفاظ به عبر جلسات التصفح.
وفي هذا السياق قالت ماندالاري إن النتائج تُظهر أنه “لا توجد طريقة لمعرفة ما يحدث لبيانات التصفح الخاصة بك بمجرد جمعها”.
إشكالات قانونية محتملة
ورجّحت الدراسة أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الأمريكية المتعلقة بالمعلومات الصحية، إضافة إلى اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR) التي تفرض قيوداً صارمة على جمع البيانات الشخصية واستخدامها.
سياسات الخصوصية تحت المجهر
بحسب سياسة الخصوصية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الخاصة بـ Merlin، تجمع الشركة بيانات تشمل الأسماء، ومعلومات الاتصال، وبيانات الحسابات، وسجل المعاملات، ومعلومات الدفع، إلى جانب البيانات التي يضعها المستخدم في الطلبات أو الاستبيانات، لاستخدامها في تخصيص التجربة وإرسال الإشعارات والدعم الفني، أو تلبية المتطلبات القانونية.
أما سياسة خصوصية Sider، فتنص على جمع البيانات ذاتها، مع إمكانية تحليلها لاكتساب رؤى حول سلوك المستخدم أو تطوير منتجات وخدمات جديدة، مؤكدة أنها لا تبيع البيانات، ولكنها تشاركها مع مزودين مثل غوغل وCloudflare ومايكروسوفت، المُلزمين – حسب الشركة – بحماية هذه المعلومات.
في المقابل، توضح OpenAI في سياسة الخصوصية الخاصة بـ ChatGPT أن بيانات المستخدمين في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تُخزن على خوادم خارج المنطقة، لكنها تخضع – بحسب الشركة – لنفس معايير الحماية.