نقابات عمالية تدعو ماكرون لعقد قمة عاجلة لمواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على العمال

دعت إحدى أكبر المجموعات العمالية في أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة عاجلة لهيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي (AI)، مشيرة إلى أن هذه الهيمنة تشكل تهديدًا كبيرًا للعمل والمجتمعات.
وأصدرت هذه الدعوة في بيان حصري شاركته مع فريق “يورونيوز”، محذرة الحكومات من أن تركيز شركات التكنولوجيا على مصالحها الخاصة قد يؤدي إلى تدمير القيم الأوروبية وحماية العمال.
وجاءت هذه الرسالة المفتوحة من الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية (ETUC)، التي تمثل 45 مليون عامل في مختلف أنحاء أوروبا، إلى ماكرون في الوقت الذي كان يشارك فيه إلى جانب قادة العالم، شركات التكنولوجيا، والباحثين في قمة الذكاء الاصطناعي التي تُعقد في باريس.
وأكد البيان أن أي جهود تهدف إلى ضمان تأثير إيجابي للذكاء الاصطناعي على العمال والأسواق والوظائف ستكون غير مجدية إذا تم احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.
كما شدد البيان على أن تركيز هذه الشركات على تحقيق الأرباح يهدد القيم الاجتماعية في أوروبا.
وطالب الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية الحكومات التي تشارك في القمة بالالتزام بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، وضمان تمثيل أفضل للنقابات في هذه القمم والفعاليات المستقبلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مع تطبيق قوانين المنافسة بشكل أكثر فاعلية، بما في ذلك الإجراءات لتفكيك الشركات الكبرى.
من جانب آخر، أشارت دراسة حديثة صادرة عن جولدمان ساكس إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تؤثر على 300 مليون وظيفة بدوام كامل على مستوى العالم، مما قد يؤدي إلى “اضطراب كبير” في أسواق العمل.
من جهته، حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة (OpenAI)، من أن التقدم التكنولوجي قد يؤدي إلى تحسين العديد من المقاييس الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل، لكنه قد يفاقم في الوقت ذاته الفجوة بين رأس المال والعمل، مما يتطلب تدخلاً مبكرًا.
وفي القمة، أكدت كريستي هوفمان، الأمينة العامة للاتحاد العالمي لنقابات العمال، أن غياب العمال المتأثرين بالذكاء الاصطناعي عن هذه المحادثات قد يؤدي إلى تزايد عدم المساواة بشكل غير أخلاقي.
وأضافت: “نحن نعلم من التاريخ أن الانتقال الشامل للذكاء الاصطناعي ممكن، ولكن إذا لم نتحرك بشكل سريع وفعال، فإن ملايين الأشخاص قد يفقدون وظائفهم في السنوات المقبلة. علينا أن نتخذ قرارات حاسمة بشأن المستقبل الذي نريد أن نعيشه، ولا وقت لدينا لنضيع”.
ومع ذلك، أضاف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020، أن هذه التقنية قد تعطل حوالي 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، لكنها في الوقت نفسه قد تخلق 97 مليون وظيفة جديدة.