في الذكرى الـ70 لانضمام ألمانيا إلى الناتو… ماذا قال رئيسها؟

أعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن ألمانيا ستستجيب للمطالب الأمنية الجديدة في أوروبا، وذلك خلال احتفال بلاده بمرور 70 عامًا على انضمامها إلى حلف الناتو، وسط إشارات من إدارة ترامب بأن الأولويات الدفاعية الأمريكية أصبحت تتركز في أماكن أخرى.
وقال شتاينماير: “اليوم، مع استمرار الحرب التي يشنها بوتين ضد أوكرانيا بقوة، ومع الضغط المتزايد من الولايات المتحدة على حلفائها الأوروبيين، أعتقد أن ألمانيا توجد في موقع حاسم”.
وأضاف: “ألمانيا مدعوة للتحرك وقد سمعنا النداء. لقد وصلتنا الرسالة، ويمكنكم الاعتماد علينا”، مشيرًا إلى تصريحاته خلال لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في مقر الحلف ببروكسل والذي يضم 32 دولة.
وفي فبراير الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لداعمي أوكرانيا الغربيين، ومعظمهم أعضاء في الناتو: “إن الوقائع الاستراتيجية تحول دون أن تكون الولايات المتحدة مركزة بشكل أساسي على أمن أوروبا.”
وإلى جانب التحديات الأمنية التي تعتقد الولايات المتحدة أنها تواجهها من الصين، أكد بيت هيغسيث أن أمريكا ستركز أيضًا على “أمن حدودها الخاصة.”
وأثارت تصريحاته –التي تعد الأولى لعضو في الإدارة الجديدة لترامب خلال اجتماعات الناتو– قلق ألمانيا ودول حليفة أخرى.و يسعى العديد من الحلفاء لمعرفة عدد القوات الأمريكية التي قد يتم سحبها من أوروبا ومواعيد ذلك لمعالجة أي فراغ أمني محتمل.
وحتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن خطط لسحب القوات العسكرية الأمريكية.
كما حذر هيغسيث من أن أوكرانيا لن تستعيد كافة أراضيها المحتلة من روسيا، ولن يُسمح لها بالانضمام إلى التحالف الأمني الغربي، وهو ما كان سيوفر لكييف ضمانًا أمنيًا نهائيًا ضد أي هجوم مستقبلي من بوتين.
وبقيت قيادة الناتو مصرة على أن مناقشة العضوية يجب أن تقتصر على الحلفاء والمرشحين فقط، دون دور لموسكو. لكن القضية أصبحت ورقة مساومة في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
تأسس الناتو عام 1949 للتصدي للعدوان السوفيتي على أوروبا.
في 6 مايو 1955، انضمت ألمانيا الغربية كعضو خامس عشر وسط مخاوف من تجمع القوات السوفيتية شرق الستار الحديدي.
وبعد سبعين عامًا، لا يزال التهديد الروسي مستمرًا. وتخطط الحكومة الألمانية المقبلة لتخفيف قواعد الديون لزيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز الجيش الذي عانى الإهمال.
وخصصت الحكومة السابقة صندوقًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، مما يساعد برلين على تحقيق هدف الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وقد يتم رفع هذا الهدف إلى 3% أو أكثر خلال اجتماع قادة الحلف في هولندا يونيو المقبل.
وقال شتاينماير: “سنسعى لجعل ألمانيا، سواء جيشها أو بنيتها التحتية، العمود الفقري للدفاع التقليدي في أوروبا”.
وفي كلمته داخل الردهة الواسعة التي تؤدي إلى قاعات اجتماعات الناتو والمكاتب الوطنية، أثنى على قرار الحلفاء قبول ألمانيا الغربية كعضو، معبّرًا عن أمله في أن يتمكن قادة الناتو اليوم من إظهار “حكمة استراتيجية مشابهة، حيث يبدو المستقبل أكثر غموضًا مما كان عليه في الماضي.”
وأكد شتاينماير أن التحدي يكمن في الدفاع عن القيم مثل الديمقراطية وسيادة القانون، إلى جانب حماية الأراضي.
وقال: “نعلم جميعًا أن هذه القيم تعرضت للهجوم، ليس فقط من الخارج ولكن أيضًا من الداخل”.