السيسي في الدوحة.. تنسيق قطري مصري وسط تصاعد أزمة غزة

مراسلو الجزيرة نت

الدوحة- في زيارته الرسمية الثانية منذ توليه الحكم، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى قطر، اليوم، وذلك في توقيت بالغ الأهمية، ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، بل على مستوى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خصوصا في قطاع غزة.

ويرى مراقبون أن العلاقات القطرية المصرية تشهد رغبة مشتركة في فتح آفاق جديدة للتعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الجانبين، مشيرين إلى أن التعاون القطري المصري في ملف إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي إن السيسي سيلتقي خلال الزيارة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما سيعقد الرئيس لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن السيسي سيتوجه بعد زيارة قطر إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيدا على عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.

سمو الأمير المفدى يتقدم مستقبلي أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، لدى وصوله والوفد المرافق الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي. #قطر #مصر https://t.co/8ezwTbRO57 pic.twitter.com/25D69Pvu5G

— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) April 13, 2025

تنسيق مشترك

ويتوقع محللون أن تفتح هذه الزيارة الباب أمام مزيد من التعاون في مجالات متعددة، من بينها الاقتصاد والاستثمار والطاقة والتعليم، إضافة إلى التنسيق الأمني والسياسي حول ملفات إقليمية أخرى مثل السودان، وليبيا، وسوريا.

ويرى الكاتب الصحفي المصري أحمد رفعت لقناة إكسترا نيوز المصرية أن زيارة السيسي إلى قطر لها أهمية خاصة سياسية واقتصادية فهناك تنسيق دائم بين البلدين لإنهاء الحرب في قطاع غزة، فضلا عن الاستثمارات القطرية الحالية والمتوقعة في المستقبل القريب.

وأضاف أن قطر شريك أساسي لمصر في العديد من الملفات، مشددا على أن الزيارة تهدف إلى توحيد وجهة النظر العربية حيال الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ورفض تهجير سكان القطاع، خاصة وأن تلك الخطة حصلت على الدعم العربي الكامل خلال القمة العربية غير العادية في القاهرة.

رسائل عديدة للزيارة

وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي، في تصريح للجزيرة نت، إن الزيارة مهمة وتحمل رسائل عديدة في هذا التوقيت المهم، ونحن نعرف جيدا أن الدوحة والقاهرة منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة تقومان بوساطة حميدة وتنسيق عالي المستوى.

وأكد أن هذه الزيارة اليوم تعزز التنسيق القطري المصري وتؤكد أن العلاقات القطرية المصرية قوية رغم محاولة البعض الإساءة لها والتضليل حولها من خلال بث أخبار غير حقيقية وبالطعن في هذه العلاقات. لذا، تأتي هذه الزيارة اليوم لتؤكد عمق العلاقات وأن هناك تنسيقا عالي المستوى بين قيادتي البلدين.

وأشار الحرمي إلى أن الزيارة تؤسس لعلاقات أكبر وتنسيق أكثر في كل المجالات سواء كان ذلك على العلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بالمستجدات الإقليمية والتأكيد على موقف البلدين فيما يتعلق بالأحداث في غزة والمضي قدما في موضوع الوساطة ووقف العدوان في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وأوضح أن هناك سعيا قطريا مصريا جادا لوقف العدوان على غزة، وأن العلاقات القطرية المصرية لن تتأثر بأي محاولات لضربها؛ واصفا التنسيق بين البلدين بأنه مهم جدا في هذه المرحلة التي تستوجب كأمة عربية الوقوف معا وتجاوز كل التحديات.

نموذج للبناء عليه

من ناحيته، أكد مدير تحرير صحيفة الراية القطرية ماجد الجبارة للجزيرة نت، أن زيارة السيسي للدوحة تعكس عمق العلاقات وأهمية التكاتف العربي، موضحا أن العلاقات القطرية المصرية شهدت في الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والإعلامية، وهو ما يؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تعاون بنّاء وتكامل فعلي بين بلدين عربيين لهما ثقل كبير بالمنطقة.

وقال الجبارة، إن زيارة السيسي إلى الدوحة تشكل خطوة جديدة نحو ترسيخ هذا المسار، وتعزيز أواصر التعاون بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية.

وأضاف “نحن نتابع هذه التحركات بكثير من التفاؤل والإيجابية، وننظر إلى هذه الزيارة باعتبارها مؤشرا واضحا على مدى النضج السياسي الذي باتت تتسم به العلاقات البينية في المنطقة، وخصوصا بين الدوحة والقاهرة”.

ويعتقد الجبارة أن زيارة السيسي للدوحة ليست فقط زيارة رسمية ضمن جدول العلاقات الدبلوماسية، بل هي رسالة واضحة لكل الشعوب العربية بأن وحدة الصف والتقارب العربي لم يعودا شعارا، بل واقعا يتحقق بخطوات ملموسة على الأرض.

وأشار إلى أن الأزمات الإقليمية والدولية التي يمر بها العالم، من الحروب والصراعات إلى الأزمات الاقتصادية وتغير موازين القوى، أثبتت أن العمل العربي المشترك لم يعد ترفا سياسيا، بل أصبح شرطا أساسيا للبقاء والتأثير.

ومن هنا، كما يؤكد مدير تحرير الراية القطرية، فإن التعاون القطري المصري نموذج يمكن البناء عليه وتطويره ليشمل مختلف القطاعات، من الاقتصاد والطاقة إلى الإعلام والثقافة والتعليم.