Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اوروبا

هل سيُمنح الأوكرانيون مقاعد في البرلمان البولندي قريباً؟

بقلم:&nbspJames Thomas

نشرت في

أعرب سياسيون من أحزاب يمينية متطرفة في بولندا عن استيائهم الشديد من تقارير إعلامية تحدثت عن خطة مزعومة لمنح الأوكرانيين الحاصلين على الجنسية البولندية تمثيلًا خاصًّا في البرلمان البولندي.

وأكد هؤلاء السياسيون رفضهم القاطع لأي اقتراح يمنح الأوكرانيين مقاعد مخصصة في مجلس النواب (البرلمان البولندي)، بل دعا بعضهم إلى وقف منح الجنسية البولندية للأوكرانيين تمامًا.

فقد كتب فودزيميرز سكاليك، النائب عن حزب “اتحاد التاج البولندي” اليميني المتطرف، في منشور على فيسبوك: “تُعلن وسائل الإعلام الأوكرانية أن للأوكرانيين في بولندا ممثلين خاصين في البرلمان البولندي. هذه إشارة خطيرة للغاية. البرلمان مُكلَّف بتمثيل الأمة البولندية، وليس الجماعات العرقية ذات المطالب الخاصة. لا يمكن أن تصبح بولندا ساحةً للنفوذ الأجنبي. أوقفوا ‘أوكرنة’ بولندا!”

من جهته، انتقد سلاومير منتزن، النائب عن حزب “الأمل الجديد” اليميني المتطرف، عبر منصة “X “ما وصفه بـ”سعي عدد من السياسيين البولنديين لخدمة المصالح الأوكرانية”، مضيفًا: “لسنا بحاجة إلى سياسيين أوكرانيين في مجلس النواب. النواب المنتخبون من قبل الأوكرانيين سيُولون حتمًا أولوية للمصالح الأوكرانية. المصلحة البولندية يجب أن تكون الأسمى! لِنَقِفْ منح الجنسية البولندية للأوكرانيين!”

وتشير منشورات هؤلاء السياسيين وتصريحات مشابهة إلى تقارير إخبارية تفيد بأن نحو 80% من الأوكرانيين الحاصلين على تصاريح إقامة طويلة الأجل في بولندا يعتزمون التقدم بطلب للحصول على الجنسية البولندية، وأن من الممكن أن يحظى الأوكرانيون بتمثيل في مجلس النواب البولندي في وقت مبكر من عام 2027.

مع ذلك، أكدت الحكومة البولندية أنها لا تملك أي خطة لمنح المواطنين البولنديين من أصل أوكراني تمثيلًا برلمانيًّا خاصًّا.

تغيير القانون المقترح

ويبدو أن هذا الارتباك ينبع من مقال أوكراني أشار إلى تغييرات مقترحة على التشريعات البولندية المتعلقة بدعم مواطني أوكرانيا، من بينها تعديل من شأنه أن يُطيل المدة المطلوبة للحصول على الجنسية البولندية.

فوفقًا للقانون الحالي، يتعيّن على الأجانب الإقامة في بولندا خمس سنوات للحصول على تصريح إقامة دائمة، ثم العيش ثلاث سنوات إضافية قبل أن يصبحوا مؤهلين لطلب الجنسية، التي تمنحهم حق التصويت. أما التغيير المقترح فيسعى إلى تمديد هذه الفترة الإضافية من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات.

في هذا السياق، تواصلت صحيفة The Cube مع وزارة الداخلية البولندية، التي أوضحت أن شروط منح الجنسية تشمل، إلى جانب الإقامة القانونية، إجادة اللغة البولندية، وامتلاك سكن ومصدر دخل مستقر، فضلاً عن احترام “النظام القانوني” البولندي وعدم تمثيل “تهديد للدفاع عن الدولة وأمنها”.

وأكد متحدث باسم الوزارة في رسالة إلكترونية أن “منح الجنسية البولندية يُعد اختصاصًا دستوريًّا لرئيس جمهورية بولندا”، مضيفًا أن “الرئيس غير مقيد في ممارسة هذه الصلاحية بأي شروط، بما في ذلك المهلة الزمنية للبت في الطلب، ويجوز له منح الجنسية لأي أجنبي في أي وقت إذا رأى أن هناك ما يبرر ذلك”.

ووفقًا للقانون البولندي، لا يُحتسب الوقت الذي يقضيه الأشخاص الذين دخلوا البلاد لأسباب إنسانية—مثل الفارين من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا—ضمن المدة المطلوبة للحصول على تصريح إقامة دائمة. كما أن هؤلاء الأشخاص لا يحق لهم الحصول على تصريح إقامة طويلة الأجل في الاتحاد الأوروبي بموجب هذا المسار.

ورغم ذلك، يشهد عدد الأوكرانيين الذين يُعترف بهم كمواطنين بولنديين ارتفاعًا مستمرًا وفقًا للإحصاءات الحكومية السنوية، ويُعدّ الأوكرانيون حاليًا أكبر مجموعة مهاجرة في بولندا.

فبحلول نهاية أغسطس 2025، بلغ إجمالي تصاريح الإقامة السارية الصادرة للمواطنين الأوكرانيين أكثر من 1.57 مليون تصريح، منها نحو مليون مُسجَّل كمستفيدين من الحماية المؤقتة، وفقًا لما أفادت به وزارة الداخلية البولندية لصحيفة “The Cube”.

وأضافت الوزارة، أن عدد وثائق الإقامة الدائمة الصادرة بلغ نحو 57,000، في حين صدر ما يقارب 46,000 وثيقة تتعلق بتصريح الإقامة طويلة الأجل في الاتحاد الأوروبي.

أما على صعيد منح الجنسية، فقد أصدرت السلطات البولندية بين يناير ويونيو 2025، 5,512 قرارًا (تخصّ 7,513 شخصًا، بما في ذلك القُصّر المرتبطون بطلبات ذويهم) بالاعتراف بأوكرانيين كمواطنين بولنديين. كما أصدر رئيس الجمهورية 422 قرارًا رئاسيًّا يشمل 529 فردًا.

في المقابل، تدّعي شخصيات من أحزاب يمينية متطرفة أن تسارع وتيرة تجنيس الأوكرانيين قد يمنحهم تأثيرًا في السياسة البولندية على حساب المصالح الوطنية. غير أن هذه المخاوف تفتقر إلى أساس واقعي، لا سيما في ظل التوجه المحتمل لتشديد شروط الحصول على الجنسية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى