لا تفوّت الفرصة! كسوف جزئي للشمس يزين سماء أوروبا قريبًا.. أين وكيف نراه ؟

تشهد السماء هذا الأسبوع ظاهرة فلكية مميزة، حيث سيحجب القمر جزءًا من الشمس في كسوف شمسي جزئي يمكن مشاهدته في مناطق عدة، من بينها أوروبا وغرب إفريقيا وشرق أمريكا الشمالية وشمال آسيا.
وسيكون الكسوف أكثر وضوحًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وخاصة في شمال شرق الولايات المتحدة وغرينلاند وشرق كندا. وبما أن الكسوف لن يكون كليًا، يشدد الخبراء على ضرورة ارتداء نظارات واقية لتجنب أي أضرار للعين.
ما الذي يحدث خلال الكسوف الجزئي؟
يحدث الكسوف الجزئي عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، فيلقي بظله على سطح الأرض ويحجب جزءًا من ضوء الشمس، ما يجعلها تبدو على شكل هلال. وعلى عكس الكسوف الكلي الذي تختفي فيه الشمس تمامًا لفترة قصيرة، لا يصل الكسوف الجزئي إلى هذه المرحلة، لذا يجب استخدام حماية بصرية طوال مدة المشاهدة.
وصف عالم الفلك أوريان إيغال من القبة السماوية في مونتريال الظاهرة بأنها “لعبة من الضوء والظل بين الشمس والقمر والأرض”. ووفقًا لوكالة ناسا، فإن الكسوفات الشمسية والقمرية تحدث بين أربع إلى سبع مرات سنويًا، وعادةً ما تأتي في أزواج. على سبيل المثال، شهد منتصف مارس الماضي خسوفًا كليًا للقمر، ما جعله يبدو باللون الأحمر.
متى يمكن مشاهدة الكسوف؟
يختلف توقيت الكسوف بحسب الموقع الجغرافي، ويمكن الرجوع إلى مواقع الفلك المتخصصة للحصول على جدول زمني دقيق لكل منطقة.
في الأمريكتين، سيحدث الكسوف خلال شروق الشمس. في أوروبا الغربية وإفريقيا، سيبدأ في وقت متأخر من الصباح. في أوروبا الشرقية وشمال آسيا، سيظهر خلال فترة الظهيرة.
وأثناء الكسوف، ستبدو الشمس وكأنها تنكمش تدريجيًا إلى شكل هلال، وقد يصبح الضوء المحيط أكثر خفوتًا، لكن دون أن يحل الظلام الكامل. وأوضح خوان كارلوس مونيوز-ماتيوس، من المرصد الجنوبي الأوروبي، أن المشهد سيشبه يومًا غائمًا بشكل غير معتاد. للحصول على أفضل رؤية، يُفضل التواجد في أماكن مفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي والمباني المرتفعة، مع التحقق من حالة الطقس مسبقًا.
كيفية مشاهدة الكسوف بأمان
قد يسبب النظر مباشرة إلى الشمس، حتى خلال الكسوف الجزئي، ضررًا دائمًا للعين. لذلك، ينصح الخبراء باستخدام نظارات الكسوف الخاصة التي تفي بالمعايير الدولية، إذ إن النظارات الشمسية العادية غير كافية.
كما يمكن الاعتماد على وسائل غير مباشرة لمشاهدة الكسوف، مثل استخدام عارض الثقب الصغير المصنوع من الورق المقوى، حيث يتيح إسقاط صورة الكسوف على سطح مستوٍ. ويمكن أيضًا رؤية تأثير مشابه عند النظر إلى ظل الأشجار، حيث تمر أشعة الشمس عبر الفجوات بين الأوراق لتشكل أنماطًا هلالية على الأرض.
وسيكون هناك كسوف شمسي جزئي آخر وخسوف قمري كلي في سبتمبر المقبل، حيث ستكون أفضل مشاهد الكسوف الشمسي في أنتاركتيكا ونيوزيلندا.
وتبقى هذه الظواهر من أكثر الأحداث الفلكية إثارةً للاهتمام، حيث تتيح للعلماء فرصة لدراستها كما تمنح عشاق الفلك مشاهد مذهلة تستحق المتابعة.