أسامة دياب
أكد سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية لدى البلاد محمد توتونجي أن عيد النوروز هو أحد أقدم الاحتفالات والأعياد القومية في بلاده، لافتا إلى انه مناسبة للتعبير عن بداية فصل الربيع والسنة الجديدة في التقويم الفارسي حيث يعبر عن الأمل والتجديد والمحبة والسلام ويحتفل به أكثر من 400 مليون شخص في ايران وطاجيكستان وأفغانستان وأذربيجان وباكستان وأوزبكستان وتركيا وغيرها من شعوب آسيا، حيث انتقل عبر طريق الحرير، وهو العيد الوحيد الذي تحتفي به قوميات واديان وشعوب مختلفة عبر القارات. وأشار توتونجي – خلال حفل إفطار أقامه لعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية بحضور عدد من أبناء الجالية بمناسبة عيد النوروز – إلى أن عادات الاحتفال بهذا العيد تختلف من بلد لآخر وله مغزى روحي عظيم يرمز إلى انتصار الخير على الشر والفرح على الحزن ويستحب فيه التواصل بين الأحبة والأقرباء.
ولفت إلى أن عيد النوروز يصادف اليوم الأول من فصل الربيع، وعادة ما يكون في 21 مارس بالتقويم الميلادي، مستعرضا مع الحضور عددا من آداب عيد النوروز وتقاليده العريقة والعادات التي يحتفظ بها الإيرانيون وتتوارثها عبر الأجيال، من بينها: تنظيف المنزل وتزيينه قبل حلول العيد، وتعتبر طاولة السفرة المزينة (هفت سين) من أهم الرموز في احتفالات عيد النيروز، وتتضمن هذه الطاولة سبعة أشياء تبدأ أسماؤها بحرف السين في اللغة الفارسية، وكذلك إشعال الشموع والعديد من العناصر التقليدية الأخرى التي ترمز إلى التجدد والحياة الجديدة.
وأضاف: في عيد النوروز يحرص الناس على تبادل الهدايا مع الأقارب والأصدقاء كرمز للترابط الاجتماعي والتقدير المتبادل، كما يحرصون على زيارة الأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني، كما أن للاحتفال جانبا ثقافيا وهناك حرص على قراءة الشعر الفارسي، والذي يعتبر من التقاليد العريقة.
وتابع: يعتبر تحضير الطعام وتناوله جزءا مهما من احتفالات عيد النوروز ويتم تحضير أطباق خاصة بالعيد كما يزور الناس المزارات والأماكن الدينية خلال أيام العيد للتأمل وطلب البركة للعام الجديد، كما
تقام العديد من الفعاليات والاحتفالات العامة في الشوارع والميادين خلال فترة عيد النوروز تشمل العروض الفنية والموسيقية والألعاب التقليدية والعادات الشعبية والتبرع للأعمال الخيرية.
وكشف ان «اليونسكو» قررت ادراج عيد النوروز ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية واعترفت به كيوم «نوروز» الدولي، حيث يحتفل الملايين في ارجاء العالم بهذا اليوم الذي يعتبر من أقدم الأعياد البشرية والذي لايزال يعيش شبابه بعد آلاف السنين مادام الربيع يتجدد كل عام ليبشر بتفتح الأزهار واخضرار الأشجار، فقد اندثرت العشرات من الأعياد والمناسبات الشعبية وانقرضت لكن «نوروز» ظل صامدا يقف بعزم أمام إعصار الزمن ليبشر الناس بأن ازدهار البساتين ستستعيد شذاها من جديد.
